"الشيخ الإمام، الحافظ الهمام، خاتمة المحققين، ورأس الجهابذة المحدثين، العلامة الخبير الفهامة ينبوع الحكم الخ لم أر له ذكرا غير هذا.
[عبد الرحمان بن أحمد الدرقاوي]
وفيها أو قريب منها توفي عبد الرحمان بن أحمد الدرقاوي الحسني أخو الشيخ العربي المارّ الوفاة في السنة قبل هذه. كان مثال الاستقامة والدين على سنن أخيه.
[عبد السلام بن عبد الله حركات]
وفي أول هذه العشرة أو في آخرها توفي عبد السلام بن عبد الله حركات السلاوي، العلامة المشارك المطلع الفهامة المعتني. أخذ العلم بمدينة فاس وتولى القضاء بمدينة مكناس وبمدينة الصويرة، وكان مفتي العدوتين سلا والرباط، وأخذ التصوف عن الشيخ أحمد بن محمد الصقلي الحسيني المار الوفاة عام سبعة وسبعين ومائة وألف وكان ينشر طريقته بالعدوتين. له تآليف، منها شرح التحفة في مجلدين، وشرح منظومة ابن الأبار في صرف الجامعة؛ وله رسالة في البدع المحدثة في زمنه؛ وتاليف في النفقة؛ وتأليف في جلسة الحوانيت والأجزية مفيدة في بابها، إلى غير ذلك من الأجوبة، رأيت بعضها، وفي بعضها اعتراضات على الشيخ الرهوني في حاشيته على الزرقاني، وكذلك علي غيره من الفقهاء المتأخرين. وبلغني أن تآليفه أكثر من عشرين، توفي ببلده سلا. وفي وفيات أحمد القادري أنه توفي عام أحد عشر ومائتين وألف وربما كان بعد ذلك لأنهم ذكروا أن له اعتراضات على حاشية الرهوني.
[التهامي بن عبد العزيز المري]
وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي التهامي بن عبد العزيز المري الحسني، من الشرفاء أولاد المري المعروفين بفاس، لم أقف له على ترجمة ولا على وفاة، وإنما رأيت في الرسوم أنه كان نائبا في القضاء عن الشيخ أحمد بن التاودي ابن سودة مدة قضائه، وأنه حيا عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف، كما كان قبل ذلك ينوب عن الشيخ يوسف بن الطالب بوعنان وغيره.
انظر علامته في كتاب قضاة فاس.
[المكي ابن الغازي]
وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي المكي بن الغازي السجلماسي. قال حقه في جمهرة التيجان الشيخ الزياني مانصه: "والفقيه المشارك الكاتب الفاضل المكي ابن غازي السجلماسي أصلا الفاسي دارا ومنشأ، الفقيه الأستاذ المقرئ قرأ عليه السلطان المولى سليمان القرآن العظيم بسجلماسة. ولما ولاه الله الخلافة كان يأخذ عنه العلم وولاه قبائل تامسنا فأقام بها مدة أعوام إلى أن كبر سنه وعجز فأخره عنها وأنزله مكناسة الزيتون".
[علي التوريني]
وفيها أو قريب توفي علي التوريني الفقيه النبيه والكاتب المقتدر، كان كاتبا مع السلطان سيدي محمد بن عبد الله ثم مع المولى سليمان، ثم ولاه القضاء بمدينة تازا وبقي بها إلى أن توفي عن قضائها وبها دفن، له ذكر في جمهرة التيجان.