وفي صباح يوم الإثنين حادي عشر ذي الحجة توفي إدريس بن أبي جيدة بن عبد الحفيظ المدعو الكبير ابن المجدوب بن عبد الحفيظ بن أبي مدين الفاسي الفهري، خطيب جامع القرويين أكثر من أربعين سنة، المشارك الخير الذاكر المطلع، حج وزار وتمتع بتلك الديار، أصابه في آخر حياته مرض عضال دام به أكثر من سبعة أعوام. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. دفن بروضتهم بالقباب له ترجمة في سل النصال.
[علي بن الحبيب أسكرد الجراري]
وفيه توفي علي بن الحبيب اسكرد الجراري السوسي. كان مشاركا فقيها له كتاب الخطيب في رسائل الحبيب، وهي مجموعة حول آثار والده الحبيب المذكور المتوفى بعد الثلاثين وثلاثمائة وألف. وقد تقدم ذكر وفاته آخر العشرة الثلاثين وثلاثمائة وألف.
[محمد بن أحمد التليدي الشفشاوني]
وفيه أو قريب منه توفي الحاج محمد بن أحمد بن أحمد الخمسي التليدي الأصل والدار والقرار، الشفشاوني. كانت ولادته حوالي عام تسعة وسبعين ومائتين وألف بقرية الزاوية ببني تليد الأخماس.
أخذ العلم عنن أشياخ بلده ثم سافر إلى الحج وأدى الفريضة. ولما وصل إلى مصر اتصل بكثير من شيوخها واستغرقت رحلته سنة كاملة. ولما رجع من الحج طلبوا منه أن يستقر بمدينة شفشاون قرب الولي الصالح (بو خنشة) وجعلوا له فيها مدرسة لإيواء الطلبة يدرس فيها ويقوم بالوعظ والإرشاد وتحفيظ القرآن وقد تخرج على يده عدد من التلاميذ والأساتذة، منهم عبد القادر الدراوي، وكان بينه وبين بعض علماء شفشاون والأخماس مناظرات ومكاتبات وكان رحمه الله محل إجلال وإكبار واحترام واكرام.