في فاتح محرم عامه هاجم الوطني البطل علال بن عبد الله رائد الحركة الفدائية بالمغرب السلطان الدّمية محمد ابن عرفة عند ما كان خارجا لأداء صلاة الجمعة في مسجد أهل فاس بحي تواركة بالرباط، فقد اخترق الصفوف بسيارته البسيطة إلى أن وصل إلى ابن عرفة فانتبه له الحرس الفرنسي وقتلوه رميا بالرصاص قبل أن يفوز بمبتغاه، لكنه أشعل بتضحيته قبس الفداء في المغرب وبقي ذكره خالدا إلى يوم الدين.
كان علال بن عبد الله يبلغ من العمر سبعا وثلاثين سنة، وكان يعد من الفقراء من حيث المادة ومن أكابر الرجال من حيث النفس الأبية والحمية الوطنية. لم يكن منخرطا في أية منظمة أو هيأة من الهيئات السياسية الموجودة بالمغرب، وانما هو رجل حرفته الصباغة يتقاضى أجرة يومه وله زوجة وولدان يعيش معهم عيشة بسيطة وقد قاده إلى هذا العمل إيمانه القوي وحبّه لشعبه وملكه.
[محمد بن أحمد الديوري]
وفي أواسط محرم الحرام توفي محمد بن الحاج أحمد الديوري، من أولاد الديوري المعروفين بفاس. ذهب إلى مدينة القنيطرة في أول تأسيسها واستوطنها، وهو من الرجال الذين تخرجوا أولا من المدارس الفرنسية بالمغرب وعلم ما أراده الاستعمار بوطنه فدافع عنه بجد وإخلاص طول حياته، وبقى على جهاده المستمر بعد ما سجن وعذب مرارا، فهو من رجال الحركة الوطنية الأولين، وبقى على حاله وثباته إلى أن لقي ربه بأحد سجون نواحي مراكش مغتربا عن أهله.
وبعد وفاته حمل جثمانه إلى فاس ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. ومن العجب أن بعض أصدقائه أراد دفنه بروضتهم فامتنع بعض أهل العلم والجاه والسلطة من ذلك حيث له الحق في تلك الروضة وله نفوذ الكلمة.
[أحمد بن الحسين التازي]
وفي أوائل صفر الخير عامه توفي أحمد بن الحسين بن محمد-فتحا-التازي في حادث سيارة كان يركبها بعاصمة باريز، حيث كان يطلب العلم وله تفوق في طلبه، ومراده أن يكون طبيبا، لكن شاءت الأقدار أن يفقد المغرب العزيز مثل هذا الشاب الطموح وهو أحوج ما يكون إليه.
[حسين بن محمد الأكلاوي]
وفي رابع وعشري صفر توفي حسن بن محمد إبيبض الأكلاوي أخ باشا مراكش الحاج التهامي، وهو أخوه الأكبر، توفي عن نحو مائة سنة، وكان خليفة لأخيه وعلى خلاف معه.