البعض صحاري أو بحار، وهذه المناطق هي شرق الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والهند والصين واليابان وتقع كلها في نصف الكرة الشمالي وبالتحديد بين مدار السرطان وخط عرض ٦٩ درجة شمالا، وهي تحوي أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم ومن بين هذه المناطق نشأت الولايات المتحدة منذ قرابة مائتي عام فقط. وفيما عدا اليابان فإن هذه المناطق تتميز بسمة مشتركة، في أنها كلها مناطق ذات سهول واسعة تتكون من أودية نهرية مثل الهوانجهو واليانجتسي كيانج والجانج وسهل شمال وشرق أوروبا ثم أودية المسيسبي وروافده كذلك فهي دول أنهار كبرى وقريبة من البحر وأصبحت كلها من مناطق إنتاج الحبوب بوفرة سواء إنتاج القمح والذرة والأرز وتعد أوروبا وأمريكا الشمالية منطقتان للتركز السكاني يفصلهما المحيط الأطلسي الشمالي ولكنهما في الواقع امتداد لبعضهما؛ ذلك لأن سكان أمريكا الشمالية من أصول أوروبية ولها نفس المستوى الحضاري.
توزيع السكان في أوروبا:
أوروبا من القارات التي يأخذ توزيع السكان فيها نمطا متدرجا منتظما حيث منطقة الكثافة العظمى بها في الشمال الغربي وتقل بالاتجاه شمالا وشرقا وجنوبا، وباستثناء سكان الاتحاد السوفيتي فإن عدد سكانها يبلغ ٤٨٦ مليون نسمة يعيش ثلثا هذا الرقم في مناطق عالية الكثافة وليست هناك مساحات واسعة خالية السكان أو فجوات متسعة ذات تخلخل سكاني واضح كما تبدو صورة السكان في شبه القارة الهندية مثلا وهذا التجمع السكاني الأوروبي الضخم كان منبعا للهجرة الخارجية من القارة والتي غيرت من صورة التوزيع السكاني في العالم الجديد وفي الأمريكتين واستراليا بل وفي بعض مناطق أفريقيا كذلك.
وبالرغم من الحقيقة المعروفة من أن أوروبا قد شهدت هجرة خارجية على نطاق واسع في القرنين الأخيرين -بخلاف أي قارة أخرى- إلا أنها أكثر القارات ازدحاما "تعد آسيا أكثر سكانا إلا أن بها مناطق واسعة تخلو من السكان" وقد يكون ارتفاع كثافة السكان في أوروبا راجعا إلى أنها لا تضم مناطق صحراوية جافة، مع صغر المساحة الواقعة في النطاق البارد في شمالها ثم توافر الموارد المعدنية الطبيعية والغابات والتربة الخصبة في نطاق العروض الوسطى، كذلك فإن سكان هذه القارة موزعون توزيعا غير عادل ومع ذلك فإنها أكثر القارات تجانسا في توزيعهم بالمقارنة بباقي القارات، يرجع ذلك إلى ضآلة مناطق