التخلخل السكاني فيها بصفة عامة فإن منطقة الكثافة السكانية العالمية بها تمتد من وسط بريطانيا عبر شمال شرق فرنسا والأراضي المنخفضة وتستمر حتى الحدود الغربية للاتحاد السوفيتي وهناك مناطق أخرى ذات كثافة عالية مثل حوض البو في إيطاليا وحوض الرون الأدنى في فرنسا.
وتبدو درجة التباين في مستويات الكثافة إذا ما قورنت بعض الدول بغيرها فتعتبر هولندا أكثر الدول كثافة حيث تصل إلى ٨٠٠ نسمة في الميل المربع وتليها بلجيكا "٧٥٠" ثم بريطانيا "٥٤٣" وألمانيا "٥٠٠" وإيطاليا "٤٢٥" ثم فرنسا "٢٠٣".
ويرتبط توزيع السكان في أوروبا بعامل التضاريس حيث تعد المناطق السهلية أكثر ملاءمة للسكنى مما يترتب عليه تركز واضح للسكان وأوضح الأمثلة على ذلك تلك المنطقة السهلية الممتدة من غرب فرنسا خلال الأراضي المنخفضة وشمال ألمانيا مشتملة على أجزاء من جنوب شرق إنجلترا وكذلك في مناطق السهول الصغرى مثل سهل البو وسهل الرون ومنخفضات جنوب إسبانيا وقد تكون بعثرة السكان وتخلخلهم في المرتفعات الأوروبية -هضابا كانت أم جبالا- ناتجة عن برودتها بالنسبة للسهول المجاورة مما يجعلها أقل ملاءمة للزراعة ومن ثم للتركز السكاني كذلك يبدو أن هناك ارتباطا قويا في شمال غرب أوروبا بين توزيع السكان وحقول الفحم والتي تتصل اتصالا سهلا بمناجم الحديد ومن ثم كونت أساسا مبكرا لقيام الصناعة.