وقد بلغ عدد سكان المدن التي يزيد حجم كل منها على ١٠٠.٠٠٠ نسمة ١٤١٣ مدينة في العالم "في الستينات"، وتتميز بأن عددها يتزايد بسرعة مذهلة، ففي الولايات المتحدة مثلا كان عدد هذه المدن ٦٨ مدينة في سنة ١٩٢٠ ولكنه ارتفع إلى ١٣٠ مدينة سنة ١٩٦٠، وفي فرنسا تزايد العدد من ١٥ مدينة إلى ٣٤ مدينة في هذين التاريخين على الترتيب، ويتزايد مع هذا العدد بطبيعة الحال نسبة سكان الحضر إلى جملة سكان القطر بصورة مطردة.
وترتبط الهجرة الريفية - الحضرية بتوطن الصناعة الحديثة ارتباطا وثيقا ولذلك فقد أصبحت المدن مراكز توطن صناعي وجذب سكاني بمعدلات تفوق متوسط معدل النمو في الدولة مرتبطة في ذلك بخطط التنمية الصناعية حتى أصبحت ظاهرة النمو الحضري في الأقطار النامية الآخذة بأسباب التصنيع أبرز السمات الديموغرافية في حركة السكان وتوزيعهم.
وبالإضافة إلى ما سبق فإن قوة جذب المدن تكون انتقائية selective بالنسبة للمكان المهاجر منه كما يبدو ذلك في توزيع المهاجرين إلى الحضر حسب مكان المولد ومع ذلك فقد لا يقيم المهاجرون إلى المدينة بصفة دائمة بل إن هناك حركة عودة دائمة لبعض الأفراد إلى المناطق الريفية أو إلى مدن أخرى صغيرة أو كبيرة حسب عوامل الطرد والجذب وتأثيرها المختلف على المهاجرين.