الديموغرافية المميزة في العصر الحديث بل إن النمو المدني تزايد بسرعة ملموسة خلال الـ ١٧٥ سنة الأخيرة أكثر من أي فترة زمنية سابقة في تاريخ البشرية، وساعد على ذلك الانقلاب الصناعي والزراعي وما ترتب عليهما من نمو ضخم في حركة النقل والتجارة العالمية والتي أدت إلى سهولة اتصال المدن بظهيرها والحصول على احتياجاتها من أماكن أبعد مما كانت عليه من قبل حتى إنه ليمكن القول بأن ظهير المدن في الوقت الحاضر يمتد ليشمل العالم بأسره.
ويمكن الاستدلال على تزايد النمو السكاني في المدن إذا تتبعنا نسبة سكان الحضر في العالم منذ سنة ١٨٠٠ حتى ١٩٧٠ كما تبين الأرقام التالية١.
النسبة المئوية لسكان المدن في العالم
المدن ذات ٢٠.٠٠٠ نسمة فأكثر
السنة
١٨٠٠ ٢.٤
١٨٥٠ ٤.٣
١٩٠٠ ٩.٢
١٩٥٠ ٢٨.٣
١٩٧٠ ٣٧.٢
ويبدو من هذه الأرقام أن نسبة السكان في المدن تتضاعف كل نصف قرن وأن سنة ١٩٥٠ سجلت أعلى نسبة بالمقارنة مع السنوات السابقة، وكما سبق القول فإن سكان العالم ككل تزايد بمعدل كبير منذ سنة ١٨٠٠ حتى وصلوا إلى ٢٠٠٠ مليون نسمة سنة ١٩٥٠، ورغم ذلك فإن سكان المدن قد تزايدوا بمعدلات أسرع بكثير، ففي سنة ١٨٠٠، كان هناك حوالي ١٥.٦ مليون نسمة يقطنون مدنا ذات ١٠٠.٠٠٠ نسمة فأكثر، وارتفع هذا الرقم ليصبح ٣١٣.٧ مليون في سنة ١٩٥٠، أي قدر الرقم الأصلي بنحو عشرين
١ Davis, K. "The Origin and Growth of Urbanisation in the world" in " Readings in Urban Geography" edited; Mayer H. and kohn, c. the University of Chicago press, chicago ١٩٦٩. P. ٦٣.