للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

منزله ليصلي فيه، فيتخذه مصلى «فجاء النبيّ ، فصلى في بيته» (١) أليس فيه دليل على جواز التبرك بآثار الصالحين؟

* فالجواب من أوجه:

أ- لم يقصد عتبانُ أن يتبرّك بموضع صلاة النبيّ ، وإنما قصدَ أن يُقِرَّهُ الرسولُ على الصلاة جماعةً في داره عند عدم استطاعته حضور الجماعة.

ب- لو كان القصد التبرّك بموضع صلاة النبيّ ؛ لبقي هذا الموضع يتبرّك به الورثة فمن بعدهم، كما نقل عن بعض الصحابة في تبركهم بشعر النبيّ وقدَحه.

المسألة الثالثة: يقرّر أهل العلم أنَّ التبرك بالأشياء المحرمة، كذوات الصالحين أو المواضع التي لم يثبت فيها شيء ونحو ذلك، أنَّه محرَّم ومن الشرك، ثم يقولون:

* يكون شركًا أصغر: إن اعتقد أنَّه سببٌ للبركة والتمسها منه.

* ويكون شركًا أكبر: إن اعتقد أنَّ منه البركة، كما أنَّها من الله، كأن يقول: يا عبد القادر الجيلاني بارك لي في زوجتي، أو يا بدوي مُنَّ علي بكذا، فهذا صرف العبادة لغير الله.

المسألة الرابعة: ترد على ألسنة الناس عبارات عديدة في البركة، وهي تختلف في حكمها.

الأولى: قول (هذه من بركتك أو من بركاتك): وهي جائزة على الأقرب، ويدل


(١) أخرجه البخاري (٤٢٤)، ومسلم (٣٣).

<<  <   >  >>