للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقدمة الرابعة:

معنى التوحيد.

والكلام على هذه المقدمة في مسائل:

[المسألة الأولى: تعريف التوحيد.]

التوحيد: مصدر وحّدَ يوحد توحيدًا، أي: جعله واحدًا، قال ابن فارس: الواو والحاء والدال أصلٌ واحد يدل على الانفراد (١).

وقال الجوهري: فلانٌ واحِدُ دهرِهِ، أي: لا نظير له (٢).

وشرعًا: هو اعتقاد أن الله تعالى واحد في ذاته، وواحد في ربوبيته، وواحد في صفاته، لا مثيل له، وواحد في ألوهيته وعبادته، لا شريك له.

وهذا التعريف تضمن اعتقاد وحدانية الله ﷿ من جميع الوجوه، فهو واحدٌ في ذاته لا ولد له ولا والد، وهو سبحانه واحدٌ في ربوبيته لا معاون له ولا ظهير ولا مساند ولا معين، لا في الخلق ولا في التدبير، وهو سبحانه واحد في صفاته، لا مثيل له في شيء من صفاته.

كما تضمن التعريفُ وجوبَ إخلاصِ العبادة له وحده لا شريك له؛ إذ لا


(١) مقاييس اللغة (٦/ ٩٠)، وانظر: العين، للخليل (٣/ ٢٨٠)، تهذيب اللغة (٥/ ١٩٢).
(٢) الصحاح، للجوهري (٢/ ٥٤٨).

<<  <   >  >>