للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مبنيٌّ على إخلاص القصد المستلزم لإخلاص العبادة لله وحده، ويسمّى: توحيد العمل؛ لأنَّه مبني على إخلاص العمل لله وحده.

* وهذا النوع هو أهمُّ أنواعِ التوحيد، فمن أجل تحقيقه أُرسِلَت الرسل وأُنزلت الكتب، وسُلَّتْ سيوفُ الجهاد، وفُرِّقَ بين المؤمنين والكافرين، وإذا أخلّ العبد به لم ينفعه توحيد الربوبية، ولا الأسماء والصفات، قال ابن تيمية: «وذلك أن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزّهه عن كل ما ينزه عنه، وأقرّ بأنه وحده خالق كل شيء لم يكن موحدًا، بل ولا مؤمنًا حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة، ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له» (١).

٣) توحيد الأسماء والصفات: وهو أن نثبت لله ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله ، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل.

* وهذا التوحيد- أيضًا- شرط لتمام الإيمان، فلا يصح إيمان العبد حتى يعتقده، قال ابن القيم : «لا يستقر للعبد قدَمٌ في المعرفة، بل ولا في الإيمان حتى يؤمن بصفات الرب ، ويعرفها معرفةً تخرجه عن حدّ الجهل بربه، فالإيمان بالصفات وتعرّفها هو أساس الإسلام وقاعدة الإيمان وثمرة شجرة الإحسان، فمن جحد الصفات فقد هدم أساس الإسلام والإيمان وثمرة شجرة الإحسان، فضلًا عن أن يكون من أهل العرفان» (٢).

الطريقة الثانية: تقسيم التوحيد إلى قسمين:

١. توحيد المعرفة والإثبات: ويتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات.


(١) درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٢٦).
(٢) مدارج السالكين (٣/ ٣٢٤).

<<  <   >  >>