للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمعنى هذا الحديث: أنَّ الإنسان إذا استعاذ بالله، فإنَّه يحفظه من كل ضرر ومكروه، فهو القادر سبحانه على هذا الأمر، وعلى كل أمر.

* ووجه الدلالة من الحديث، ومناسبته للباب: أنَّ النبيّ بيّن أنَّ الاستعاذة تكون بالله أو بصفة من صفاته، فدل على أنَّها عبادة، وإذا كانت عبادةً فلا يجوز أن تصرف إلا لله تعالى.

وفيه إرشادٌ إلى الاستعاذة النافعة المشروعة، بدلًا مِنْ الاستعاذة الشركية التي كان يستعملها المشركون.

المسألة الثالثة: ذكر العلماءُ أنَّ الاستعاذةَ بغيرِ الله نوعان:

أ. استعاذةٌ بغير الله جائزة.

ب. استعاذةٌ بغير الله ممنوعة.

أما الاستعاذة الجائزة فهي الاستعاذة بالحيّ الحاضرِ في أمرٍ يستطيعه في الظاهر، مع طمأنينة القلب وتوجهه إلى الله، وحسنِ الظن به، وأنَّ العبد إنما هو سببٌ.

* والأدلة على جوازها عديدة، منها: حديث أبي مسعود : «أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلَامَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ، فَتَرَكَهُ» (١)، فالجائزة تكون:

١ - بِحّيٍ لا ميّت. ٢ - حاضرٍ لا غائب.

٣ - بالأسباب الظاهرة، كالنداء بالصوت ونحوه.

٤ - قادرٍ على ما يُطلب منه.


(١) أخرجه مسلم (١٦٥٩).

<<  <   >  >>