للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت، الآية (١٠)].

المسألة الخامسة: أنَّ الخوف من الله ينشأ في القلب إذا قوي اليقينُ بالله ربًا خالقًا مدبرًا، وإذا ضَعُفَ اليقينُ بالله تعلّق بعباد الله، وحينها يخذله الله، ويكله إلى الناس، ولضعف اليقين علامات:

١. أن يسعى العبدُ لإرضائهم ولو على حساب سخط الله.

٢. أنَّه إذا جاءه رزقٌ ظنَّ أنَّه من الناس فحمدهم، وإذا مُنِعَ من أمرٍ ظنّ أنَّه من الناس فسخطهم، وهذا نشأ من عدم معرفته بربه، ومن عدم خوفه من خالقه، ولو علم أنّ المتفرد بالعطاء والمنع هو الله، وأنَّ المخلوق لا يقدر على إعطائه شيئًا لم يقدّره الله له لما ذمهم.

* ويدل على هذا: ما ورد عن أبي سعيد الذي ساقه المصنف، وهذا الحديث إسناده ضعيف -كما سبق في التخريج-، لكن معناه صحيح كما قال صاحب التيسير (١)، ويروى موقوفًا عن ابن مسعود.

المسألة السادسة: أورد المصنف حديث عائشة : «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ»، وفيه أنَّ من بحث عن رضا الناس ولو كان ذلك بسخط الله، فإنّ العاقبة أنَّ الناس سيسخطون عليه، وسيسخط عليه رب العالمين، والعكس بالعكس، ولذا قال الشافعي: «رضى الناس غاية لا تدرك، فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمه» (٢).

• فالعاقل هو من يبحث عن رضا الله، وإن سخط الناس.


(١) تيسير العزيز الحميد (ص: ٤٢٢)
(٢) مناقب الشافعي، للأبري (ص: ٩٠) مدارج السالكين (٢/ ٢٨٦)

<<  <   >  >>