للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ» (١)؟

* أجيب عن هذا بأجوبة:

١ - من باب التواضع.

٢ - خوفًا عليهم من الغلو، وتطور الأمر واستجراء الشيطان لهم حتى يقعوا فيما هو محرم، ولذا قال : «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ … ».

قال الشيخ محمد بن إبراهيم: «المنع من أجلِ حماية حمى التوحيد، والثاني -أي: سيد ولد آدم-: قاله على وجه التحدث بنعمة الله تعالى» (٢).

٣ - أنَّ الذي نبه إليه رسول الله هو أنَّ السيادة بلفظ السيد لفظ مطلق، يدل على السيادة المطلقة العامة، وهي لا تكون إلّا لله، أمّا إذا أضيفت وخصصت، كسيد ولد آدم، أو سيد الخلق أو سيد بني فلان فهذا جائز، فنهاهم ؛ لئلا ينسبوا له السيادة المطلقة (٣).

٣. وفي الحديث تحذير رسول الله أمته من أن يستجرينهم الشيطان ويوقعهم في الضلال، عبر بوابة تعظيم الصالحين والمرسلين.

٤. أنَّه ينبغي لمن قيل له: «سيدنا» أن يقول: السيّدُ الله.

المسألة الثالثة: ذكر المصنف في الباب حديث أنس : «أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، وَسَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا! فَقَالَ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ! قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ اَلشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ، مَا أُحِبُّ أَنْ


(١) أخرجه مسلم (٢٢٧٨) من حديث أبي هريرة.
(٢) فتاوى ابن إبراهيم (١/ ١٩٦)، والتعليقات على فتح المجيد، للعبد اللطيف (٧٣).
(٣) مجموعة فتاوى العثيمين (٣/ ١١٠).

<<  <   >  >>