للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التوحيد، وبيان معنى (لا إله إلّا الله).

* وبيان ذلك: أنَّ النبيّ علّق فيه عصمة الدم والمال على أمرين:

١ - قول: (لا إله إلّا الله) عن علمٍ ويقين.

٢ - الكفر بما يعبد من دون الله.

فإذا تحقق هذان الأمران حَرُمَ دمُه وماله؛ لأنَّه صار مُسلِمًا، ولا يكفي أحدهما دون الآخر، وفي هذا قال المجدد : «والحديثُ يُفصِحُ أن (لا إله إلا الله)، لها لفظ ومعنى» (١).

وبهذا تعلم: أنَّه لا يكفي النطق ب «لا إله إلّا الله» مجردةً عن العمل، فالنبيّ هنا لم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى، بل لابد من قولها، والعمل بها، والبراءةِ مما ينافيها، وهو الشرك والكفر، فإذا تخلَّف العمل لم يعصم دم قائلها ولا ماله.

• وعلى هذا: فمن شهد أن لا إله إلّا الله ولم يكفر بما يعبد من دون الله، بأن كان يعبد القبور، أو يدعو الأولياء والأضرحة، فهذا لم يكفر بما يعبد من دون الله، ولم يحرم دمه وماله (٢).

ومناسبة الحديث للباب: من جهة أنَّ التوحيد الذي يعصم الدم والمال لا يتم إلا بالقولِ والعملِ، والعملُ هو الكفر بما يُعبَدُ من دون الله، وهذا من تفسير التوحيد.


(١) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٢/ ١١٢).
(٢) الدرر السنية (٨/ ٢١٢).

<<  <   >  >>