للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فموضوع غنائم بدر عملية تربوية عالية، ساقها القرآن في أول تجربة للمسلمين. وأظنها لم تتكرر. أما ما حدث من المؤلفة قلوبهم بعد ذلك فهم حديثوا عهد بالإسلام.

وبعد: فهكذا ربي النبي - صلى الله عليه وسلم - أغنياء أمته، ربي الرأسمالية الإسلامية، كما ربي القيادات الإسلامية، والأمراء الإسلاميين "وكل ميسر لما خلق له"

ربي الرأسمالية الإسلامية، لحاجة الناس، لحاجة الدولة، ولحاجة الدعوة، للمال. أليس المال خيرا؟

ألم يمنّ الله على النبي {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} (سورة الضحى) والغني الذي يمتدحه الإسلام، ويطلبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه هم غني النفس، "اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"

وغنى النفي - كما بينت - هو الشعور بالفقر لله - سبحانه -

وللفرد حقوق في الملكية، تجعل حارسة لماله. ومصالحه.

وللجماعة حقي في الملكية، تجعل الفرد في خدمة الجماعة. فلا تعسف في استخدام الحق، ولا استثمار فيما يضر الجماعة - كما سنعرف - إن شاء الله -

مرة ثانية أكرر. هكذا بني - صلى الله عليه وسلم - ملائكة البشر، وبني مُؤدّبي الجبابرة، وبني ملوك الدنيا. الذين ملكوها وما ملكتهم.

كل هذا وهو يربي الجموع المسلمة على ضرورة غسل اليدين قبل الأكل وبعده. وأن يتفسحوا في المجالس. فلا ينشغل دعات الحق بالعاديات والتحسينيات عن تربية الناس على الأمور الكبيرة.

فليس للحق حراس سواكم.

<<  <   >  >>