للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما اختلف المسلمون في غنائم بدر.

فقال الشباب: نحن أولى بها لأننا قاتلنا، وقال الشيوخ: نحن لم نقعد عن القتال. عندما حدث الاختلاف على المال، نزع الله الغنائم منهم.

وردها لله والرسول. وطلب منهم أن يتقوا الله، فهذه أول تجربة لهم مع المال، فلابد من الحسم في التربية.

نزع الله الغنائم منهم، وكلفهم أن يعيدوا وحدة صفهم، وأن يصلحوا ذات بينهم فوحدة الجماعة أحبُّ إلى الله - تعالى - من كل أموال الدنيا وفي السورة الكريمة نفسها {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة الأنفال ٦٣) .

فوحدة الأمة خير من كل أموال الدنيا.

والطاعة لله ورسوله، وإصلاح ذات بينهم، دليل على الإيمان مع الشدة في الأسلوب في قوله تعالى {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (سورة الأنفال)

فلما عاد النفوس إلى رشدها، وصفائها، وزالت سحابة الصيف - كما يقولون - أعاد الله الغنائم لهم، على منهج الله في التقسيم. للمقاتلين أربعة أسهم تقسم بينهم، والخمس الباقي للمحتاجين.

<<  <   >  >>