للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالسيف والسنان. بل إن الغزو الفكري - في عصرنا أهم بكثير من الغزو العسكري.

فقد يئس العدو من الغزو العسكري، بعد الحروب الصليبية، وبقى أن يحاول فتنة المسلم ثقافياً وفكرياً عن دينه.

فالجهاد بالتعليم اليوم، كالجهاد بالسيف، لفرط الحاجة إليه. {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (سورة الفرقان ٥٢)

أي جاهدهم بالقرآن، جاهدهم بالكلمة، وابعث في قلوبهم اليقين، عن طريق هذا الكتاب العجيب.

وفي الظلال: "أن السورة الواحدة لتهز الكيان الإنساني في بعض الأحيان، وتأخذ على النفس أقطارها، ما لا يأخذه جيش ذو عدة وعتاد.

فلا عجب أن يأمر الله النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يطيع الكافرين، وألا يتزحزح عن دعوته، وأن يجاهدهم بهذا القرآن، فإنه يجاهدهم بقوة لا يقف أمامها كيان بشري ولا يثبت حيالها جدال أو محال"

فالجهاد هنا بالكلمة. فلا بدَّ من جعل جزء من الزكاة وهو سهم "في سبيل الله" لخدمة هذه المعركة. معركة الكلمة.

وعندما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الجهاد أفضل؟

قال: "كلمة حق عند سلطان جائر". (أحمد والنسائي) .

وقال - صلى الله عليه وسلم - جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ". (أحمد وأبو داود والنسائي) .

إنشاء دورات لتحفيظ القرآن الكريم، وتحفيظ المسلم مجموعة من الأحاديث الصحيحة، أمر في سبيل الله.

قد جعلتُ من هذه الفكرة حقيقة، في بغداد عندما أقمت أول دورة لتحفيظ القرآن الكريم لأكثر من ١٣٥٠ تلميذاً، و٩٥٠ تلميذة، تجمعهم السيارات، وتعيدهم، من

<<  <   >  >>