للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُؤمنا كَانَ يعذبه هُوَ وَأَبُو جهل وَهُوَ أَخُوهُ لأمه فِي اتِّبَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَيَّاش يحْسب أَن ذَلِك الرجل كَافِر كَمَا هُوَ وَكَانَ عَيَّاش هَاجر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُؤمنا فَجَاءَهُ أَبُو جهل وَهُوَ أَخُوهُ لأمه فَقَالَ: إِن أمك تناشدك رَحمهَا وحقها أَن ترجع إِلَيْهَا - وَهِي أُمَيْمَة بنت مخرمَة - فاقبل مَعَه فربطه أَبُو جهل حَتَّى قدم بِهِ مَكَّة فَلَمَّا رَآهُ الْكفَّار زادهم كفرا وافتتاناً فَقَالُوا: إِن أَبَا جهل ليقدر من مُحَمَّد على مَا يَشَاء وَيَأْخُذ أَصْحَابه فيربطهم

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن السّديّ فِي قَوْله {وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ} الْآيَة

قَالَ: نزلت فِي عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي كَانَ قد أسلم وَهَاجَر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ عَيَّاش أَخا أبي جهل والْحَارث بن هِشَام لِأُمِّهِمَا وَكَانَ أحب وَلَدهَا إِلَيْهَا فَلَمَّا لحق بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شقّ ذَلِك عَلَيْهَا فَحَلَفت أَن لَا يُظِلّهَا سقف بَيت حَتَّى ترَاهُ فَأقبل أَبُو جهل والْحَارث حَتَّى قدما الْمَدِينَة فأخبرا عياشا بِمَا لقِيت أمه وسألاه أَن يرجع مَعَهُمَا فتنظر إِلَيْهِ وَلَا يمنعاه أَن يرجع وأعطياه موثقًا أَن يخليا سَبيله بعد أَن ترَاهُ أمه

فَانْطَلق مَعَهُمَا حَتَّى إِذا خرجا من الْمَدِينَة عمدا إِلَيْهِ فشداه وثاقاً وجلداه نَحْو من مائَة جلدَة وأعانهما على ذَلِك رجل من بني كنَانَة فَحلف عَيَّاش ليقْتلن الْكِنَانِي إِن قدر عَلَيْهِ فَقدما بِهِ مَكَّة فَلم يزل مَحْبُوسًا حَتَّى فتح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَخرج عَيَّاش فلقي الْكِنَانِي وَقد أسلم وَعَيَّاش لَا يعلم بِإِسْلَام الْكِنَانِي فَضَربهُ عَيَّاش حَتَّى قَتله

فَأنْزل الله {وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ} يَقُول: وَهُوَ لَا يعلم أَنه مُؤمن {وَمن قتل مُؤمنا خطأ فَتَحْرِير رَقَبَة مُؤمنَة ودية مسلمة إِلَى أَهله إِلَّا أَن يصدقُوا} فَيتْركُوا الدِّيَة

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير فِي الْآيَة قَالَ: إِن عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي كَانَ حلف على الْحَارِث بن يزِيد مولى بني عَامر بن لؤَي لَيَقْتُلَنهُ وَكَانَ الْحَارِث يَوْمئِذٍ مُشْركًا وَأسلم الْحَارِث وَلم يعلم بِهِ عَيَّاش فَلَقِيَهُ بِالْمَدِينَةِ فَقتله وَكَانَ قَتله ذَلِك خطأ

وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه أَن الْحَارِث بن زيد كَانَ شَدِيدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء وَهُوَ يُرِيد الْإِسْلَام وَعَيَّاش لَا يشْعر فَلَقِيَهُ عَيَّاش بن أبي ربيعَة فَحمل عَلَيْهِ فَقتله فَأنْزل الله {وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ}

<<  <  ج: ص:  >  >>