الحواريين يَجْتَمعُونَ اللَّيْلَة فِي بَيْتك فيفترقون اثْنَتَيْ عشرَة فرقة كل فرقة مِنْهُم تَدْعُو قوما إِلَى دين الله فَلَمَّا أَمْسوا اجْتَمعُوا فِي بَيتهَا فَقَالَت لَهُم: إِنِّي سَمِعت اللَّيْلَة شَيْئا أحدِّثكم بِهِ وَعَسَى أَن تكذبوني وَهُوَ الْحق سَمِعت صَوت عِيسَى وَهُوَ يَقُول: يَا فُلَانَة إِنِّي وَالله مَا قتلت وَلَا صلبت وَآيَة ذَلِك أَنكُمْ تجتمعون اللَّيْلَة فِي بَيْتِي فتفترقون اثْنَتَيْ عشرَة فرقة فَقَالُوا: إِن الَّذِي سَمِعت كَمَا سَمِعت فَإِن عِيسَى لم يقتل وَلم يصلب إِنَّمَا قتل فلَان وصلب وَمَا اجْتَمَعنَا فِي بَيْتك إِلَّا لما قَالَ نُرِيد أَن نخرج دعاة فِي الأَرْض فَكَانَ مِمَّن توجه إِلَى الرّوم نسطور وصاحبان لَهُ فَأَما صَاحِبَاه فَخَرَجَا وَأما نسطور فحسبته حَاجَة لَهُ فَقَالَ لَهما: ارفقا وَلَا تخرقا وَلَا تستبطئاني فِي شَيْء فَلَمَّا قدما الكورة الَّتِي أَرَادَا قدما فِي يَوْم عيدهم وَقد برز ملكهم وبرز وبرز مَعَه أهل مَمْلَكَته فَأَتَاهُ الرّجلَانِ فقاما بَين يَدَيْهِ فَقَالَا لَهُ: اتَّقِ الله فَإِنَّكُم تَعْمَلُونَ بمعاصي الله وتنتهكون حرم الله مَعَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُولَا
قَالَ: فأسف الْملك وهمَّ بِقَتْلِهِمَا فَقَامَ إِلَيْهِ نفر من أهل مَمْلَكَته فَقَالُوا: إِن هَذَا يَوْم لَا تهرق فِيهِ دَمًا وَقد ظَفرت بصاحبيك فَإِن أَحْبَبْت أَن تحبسهما حَتَّى يمْضِي عيدنا ثمَّ ترى فيهمَا رَأْيك فعلت فَأمر بحبسهما ثمَّ ضُرِب على أُذُنه بِالنِّسْيَانِ لَهما حَتَّى قدم نسطور فَسَأَلَ عَنْهُمَا فَأخْبر بشأنهما وإنهما محبوسان فِي السجْن فَدخل عَلَيْهِمَا فَقَالَ: ألم أقل لَكمَا ارفقا وَلَا تخرقا وَلَا تستبطئاني فِي شَيْء هَل تدريان مَا مثلكما مثلكما مثل امْرَأَة لم تصب ولدا حَتَّى دخلت فِي السن فأصابت بَعْدَمَا دخلت فِي السن ولدا فأحبت أَن تعجل شبابه لتنتفع بِهِ فَحملت على معدته مَا لَا تطِيق فَقتلته ثمَّ قَالَ لَهما: والآن فَلَا تستبطئاني فِي شَيْء ثمَّ خرج فَانْطَلق حَتَّى أَتَى بَاب الْملك وَكَانَ إِذا جلس النَّاس وضع سَرِيره وَجلسَ النَّاس سمطاً بَين يَدَيْهِ وَكَانُوا إِذا ابتلوا بحلال أَو حرَام رفعوا لَهُ فَنظر فِيهِ ثمَّ سَأَلَ عَنهُ من يَلِيهِ فِي مَجْلِسه وَسَأَلَ النَّاس بَعضهم بَعْضًا حَتَّى تَنْتَهِي الْمَسْأَلَة إِلَى أقْصَى الْمجْلس وَجَاء نسطور حَتَّى جلس فِي أقْصَى الْقَوْم فَلَمَّا ردوا على الْملك جَوَاب من أَجَابَهُ وردوا عَلَيْهِ جَوَاب نسطور فَسمع بِشَيْء عَلَيْهِ نور وحلا فِي مسامعه فَقَالَ: من صَاحب هَذَا القَوْل فَقيل: الرجل الَّذِي فِي أقْصَى الْقَوْم
فَقَالَ: عليَّ بِهِ
فَقَالَ: أَنْت الْقَائِل كَذَا وَكَذَا قَالَ: نعم
قَالَ: فَمَا تَقول فِي كَذَا وَكَذَا قَالَ: كَذَا وَكَذَا
فَجعل لَا يسْأَله عَن شَيْء إِلَّا فسَّره لَهُ
فَقَالَ: عنْدك هَذَا الْعلم وَأَنت تجْلِس فِي آخر الْقَوْم ضَعُوا لَهُ عِنْد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute