إِلَى قَوْله {إِنَّكُم إِذا مثلهم} نسخ قَوْله {وَمَا على الَّذين يَتَّقُونَ من حسابهم من شَيْء} الْآيَة
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَأَبُو نصر السجْزِي فِي الإِبانة عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا} قَالَ: هم أهل الْكتاب نهى أَن يقْعد مَعَهم إِذا سمعهم يَقُولُونَ فِي الْقُرْآن غير الْحق
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي وَائِل قَالَ: إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من الْكَذِب ليضحك بهَا جلساءه فيسخط الله عَلَيْهِ فَذكر ذَلِك لإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ فَقَالَ: صدق أَو لَيْسَ ذَلِك فِي كتاب الله {وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا فَأَعْرض عَنْهُم} الْآيَة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مقَاتل قَالَ: كَانَ الْمُشْركُونَ بِمَكَّة إِذا سمعُوا الْقُرْآن من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاضُوا واستهزؤوا فَقَالَ الْمُسلمين: لَا يصلح لنا مجالستهم نَخَاف أَن نخرج حِين نسْمع قَوْلهم ونجالسهم فَلَا نعيب عَلَيْهِم فَأنْزل الله فِي ذَلِك {وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا فَأَعْرض عَنْهُم} الْآيَة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن السّديّ فِي قَوْله {وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا} الْآيَة
قَالَ: نسختها هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي سُورَة النِّسَاء {وَقد نزل عَلَيْكُم فِي الْكتاب أَن إِذا سَمِعْتُمْ آيَات الله يكفر بهَا} النِّسَاء الْآيَة ١٤٠ الْآيَة
ثمَّ أنزل بعد ذَلِك {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} التَّوْبَة الْآيَة ٥
وَأخرج النّحاس فِي ناسخه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَمَا على الَّذين يَتَّقُونَ من حسابهم من شَيْء} قَالَ: هَذِه مَكِّيَّة نسخت بِالْمَدِينَةِ بقوله {وَقد نزل عَلَيْكُم فِي الْكتاب أَن إِذا سَمِعْتُمْ آيَات الله يكفر بهَا} النِّسَاء الْآيَة ١٤٠ الْآيَة
وَأخرج عبد بن حميد وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد {وَمَا على الَّذين يَتَّقُونَ من حسابهم من شَيْء} إِن قعدوا وَلَكِن لَا تقعد
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: لما هَاجر الْمُسلمُونَ إِلَى الْمَدِينَة جعل المُنَافِقُونَ يجالسونهم فَإِذا سمعُوا الْقُرْآن خَاضُوا واستهزؤوا كَفعل الْمُشْركين بِمَكَّة فَقَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute