للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأسباط قتل على بَاب سبط وجر إِلَى بَاب سبط آخر فاختصم فِيهِ أهل السبطين

فَقَالَ هَؤُلَاءِ: أَنْتُم قتلتم هَذَا وَقَالَ الْآخرُونَ: بل أَنْتُم قَتَلْتُمُوهُ ثمَّ جررتموه إِلَيْنَا

فاختصموا إِلَى مُوسَى فَقَالَ {إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تذبحوا بقرة} الْآيَة

{قَالُوا ادْع لنا رَبك يبين لنا مَا هِيَ قَالَ إِنَّه يَقُول إِنَّهَا بقرة لَا فارض وَلَا بكر عوان بَين ذَلِك} قَالَ: فَذَهَبُوا يطلبونها فَكَأَنَّهَا تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِم فَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى فَقَالُوا {قَالُوا ادْع لنا رَبك يبين لنا مَا هِيَ إِن الْبَقر تشابه علينا وَإِنَّا إِن شَاءَ الله لَمُهْتَدُونَ} وَلَوْلَا أَنهم قَالُوا إِن شَاءَ الله مَا وجدوها {قَالَ إِنَّه يَقُول إِنَّهَا بقرة لَا ذَلُول} أَلا وَإِنَّمَا كَانَت الْبَقَرَة يَوْمئِذٍ بِثَلَاثَة دَنَانِير وَلَو أَنهم أخذُوا أدنى بقرهم فذبحوها كفتهم وَلَكنهُمْ شَدَّدُوا فَشدد الله عَلَيْهِم

فَذَهَبُوا يطلبونها فيجدون هَذِه الصّفة عِنْد رجل فَقَالُوا: تبيعنا هَذِه الْبَقَرَة قَالَ: أبيعها

قَالُوا: بكم تبيعها قَالَ: بِمِائَة دِينَار

فَقَالُوا: إِنَّهَا بقرة بِثَلَاثَة دَنَانِير فابوا أَن يأخذوها فَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى فَقَالُوا: وجدناها عِنْد رجل فَقَالَ لَا أنقطكم من مائَة دِينَار وَإِنَّهَا بقرة بِثَلَاثَة دَنَانِير قَالَ: هُوَ أعلم هُوَ صَاحبهَا إِن شَاءَ بَاعَ وَإِن لم شَاءَ لم يبع فَرَجَعُوا إِلَى الرجل فَقَالُوا: قد أخذناها بِمِائَة دِينَار

فَقَالَ: لَا أنقصها عَن مِائَتي دِينَار

فَقَالُوا سُبْحَانَ الله

قد بعتنا بِمِائَة دِينَار ورضيت فقد أخذناها

قَالَ: لَيْسَ أنقصها من مِائَتي دِينَار

فتركوها وَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى فَقَالُوا لَهُ: قد أعطاناها بِمِائَة دِينَار فَلَمَّا رَجعْنَا إِلَيْهِ قَالَ: لَا أنقصها من مِائَتي دِينَار

قَالَ: هُوَ أعلم إِن شَاءَ بَاعهَا وَإِن شَاءَ لم يبعها فعادوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: قد أخذناها بِمِائَتي دِينَار

فَقَالَ: لَا أنقصها من أَرْبَعمِائَة دِينَار

قَالُوا: قد كنت أعطيتناها بِمِائَتي دِينَار فقد أخذناها فَقَالَ: لَيْسَ أنقصها من أَرْبَعمِائَة دِينَار فتركوها وعادوا إِلَى مُوسَى فَقَالُوا: قد أعطيناه مِائَتي دِينَار فَأبى أَن يَأْخُذهَا وَقَالَ: لَا أنقصها من أَرْبَعمِائَة دِينَار

فَقَالَ: هُوَ أعلم هُوَ صَاحبهَا إِن شَاءَ بَاعَ وَإِن شَاءَ لم يبع فَرَجَعُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: قد أخذناها بأربعمائة دِينَار فَقَالَ: لَا أنقصها من ثَمَانمِائَة دِينَار

فَلم يزَالُوا يعودون إِلَى مُوسَى ويعودون عَلَيْهِ فَكلما عَادوا إِلَيْهِ أَضْعَف عَلَيْهِ الثّمن حَتَّى قَالَ: لَيْسَ أبيعها إِلَّا بملء مسكها فَأَخَذُوهَا فذبحوها فَقَالَ: اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا فضربوه بفخذها فَعَاشَ

فَقَالَ: قتلني فلَان

فَإِذا هُوَ رجل كَانَ لَهُ عَم وَكَانَ لِعَمِّهِ مَال كثير وَكَانَ لَهُ ابْنة فَقَالَ: أقتل

<<  <  ج: ص:  >  >>