للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْعَاصِ وَكَانُوا تجارًا بِالشَّام وَمَعَهُمْ خَزَائِن أهل مَكَّة وَيُقَال: كَانَت عيرهم ألف بعير وَلم يكن لأحد من قُرَيْش أُوقِيَّة فَمَا فَوْقهَا إِلَّا بعث بهَا مَعَ أبي سُفْيَان إِلَّا حويطب بن عبد الْعُزَّى فَلذَلِك كَانَ تخلف عَن بدر فَلم يشهده فَذكرُوا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه وَقد كَانَت الْحَرْب بَينهم قبل ذَلِك وَقتل ابْن الْحَضْرَمِيّ وَأسر الرجلَيْن عُثْمَان وَالْحكم فَلَمَّا ذكرت عير أبي سُفْيَان لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عدي بن أبي الزغباء الْأنْصَارِيّ من بني غنم وَأَصله من جُهَيْنَة وبسبس - يَعْنِي ابْن عَمْرو - إِلَى العير عينا لَهُ فسارا حَتَّى أَتَيَا حَيا من جُهَيْنَة قَرِيبا من سَاحل الْبَحْر فَسَأَلُوهُمْ عَن العير وَعَن تجار قُرَيْش فأخبروهما بِخَبَر الْقَوْم فَرَجَعَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرَاهُ فاستنفر الْمُسلمين للعير وَذَلِكَ فِي رَمَضَان

وَقدم أَبُو سُفْيَان على الجهنيين وَهُوَ متخوّف من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فَقَالَ: أحسوا من مُحَمَّد فأخبروه خبر الراكبين عدي بن أبي الزغباء وبسبس وأشاروا لَهُ إِلَى مناخهما فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: خُذُوا من بعر بعيرهما فَفتهُ فَوجدَ فِيهِ النَّوَى فَقَالَ: هَذِه علائف أهل يثرب وَهَذِه عُيُون مُحَمَّد وَأَصْحَابه فَسَارُوا سرَاعًا خَائِفين للطلب وَبعث أَبُو سُفْيَان رجلا من بني غفار يُقَال لَهُ ضَمْضَم بن عَمْرو إِلَى قُرَيْش أَن انفروا فاحموا عِيركُمْ من مُحَمَّد وَأَصْحَابه فَإِنَّهُ قد اسْتنْفرَ أَصْحَابه ليعرضوا لنا وَكَانَت عَاتِكَة بنت عبد الْمطلب سَاكِنة بِمَكَّة وَهِي عمَّة رَسُول الله وَكَانَت مَعَ أَخِيهَا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فرأت رُؤْيا قبل بدر وَقبل قدوم ضَمْضَم عَلَيْهِم فَفَزِعت مِنْهَا فَأرْسلت إِلَى أَخِيهَا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب من لَيْلَتهَا فَجَاءَهَا الْعَبَّاس فَقَالَت: رَأَيْت اللَّيْلَة رُؤْيا قد أشفقت مِنْهَا وخشيت على قَوْمك مِنْهَا الهلكة

قَالَ: وماذا رَأَيْت قَالَت: لن أحَدثك حَتَّى تعاهدني أَنَّك لَا تذكرها فَإِنَّهُم إِن سمعوها آذونا وأسمعونا مَا لَا نحب فَلَمَّا عاهدها الْعَبَّاس فَقَالَت: رَأَيْت رَاكِبًا أقبل من أَعلَى مَكَّة على رَاحِلَته يَصِيح بِأَعْلَى صَوته: يَا آل غدر اخْرُجُوا فِي لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاث فَأقبل يَصِيح حَتَّى دخل الْمَسْجِد على رَاحِلَته فصاح ثَلَاث صيحات وَمَال عَلَيْهِ الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان وفزع لَهُ النَّاس أَشد الْفَزع قَالَ: ثمَّ أرَاهُ مثل على ظهر الْكَعْبَة على رَاحِلَته فصاح ثَلَاث صيحات فَقَالَ: يَا آل غدر وَيَا آل فجر اخْرُجُوا فِي لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاث ثمَّ أرَاهُ مثل على ظهر أبي قبيس كَذَلِك يَقُول: يَا آل غدر وَيَا آل فجر حَتَّى أسمع من بَين الأخشبين من أهل مَكَّة ثمَّ عمد إِلَى صَخْرَة فنزعها من

<<  <  ج: ص:  >  >>