للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صَارِمًا ثمَّ يضربوه بِهِ - يَعْنِي ضَرْبَة رجل وَاحِد - فَإِذا قَتَلْتُمُوهُ تفرق دَمه فِي الْقَبَائِل كلهَا فَلَا أَظن هَذَا الْحَيّ من بني هَاشم يقدرُونَ على حَرْب قُرَيْش كلهم وَإِنَّهُم إِذا أَرَادوا ذَلِك قبلوا الْعقل وَاسْتَرَحْنَا وقطعنا عَنَّا أَذَاهُ

فَقَالَ الشَّيْخ النجدي: هَذَا - وَالله - هُوَ الرَّأْي القَوْل مَا قَالَ الْفَتى لَا أرى غَيره فَتَفَرَّقُوا على ذَلِك وهم مجتمعون لَهُ

فَأتى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمره أَن لَا يبيت فِي مضجعه الَّذِي كَانَ يبيت فِيهِ وَأخْبرهُ بمكر الْقَوْم فَلم يبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيته تِلْكَ اللَّيْلَة وَأذن الله لَهُ عِنْد ذَلِك فِي الْخُرُوج وَأمرهمْ بِالْهِجْرَةِ وافترض عَلَيْهِم الْقِتَال فَأنْزل الله (أُذن للَّذين يُقَاتلُون) (الْحَج الْآيَة ٣٩) فَكَانَت هَاتَانِ الْآيَتَانِ أول مَا نزل فِي الْحَرْب وَأنزل بعد قدومه الْمَدِينَة يذكرهُ نعْمَته عَلَيْهِ {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا} الْآيَة

وَأخرج سنيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عبيد بن عُمَيْر رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما ائْتَمرُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليثبتوه أَو يقتلوه أَو يخرجوه قَالَ لَهُ عَمه أَبُو طَالب: هَل تَدْرِي مَا ائْتَمرُوا بك قَالَ: يُرِيدُونَ أَن يسجنوني أَو يقتلوني أَو يُخْرِجُونِي

قَالَ: من حَدثَك بِهَذَا قَالَ: رَبِّي

قَالَ: نعم الرب رَبك اسْتَوْصِ بِهِ خيرا

قَالَ: أَنا استوصي بِهِ بل هُوَ يستوصي بِي

وَأخرج ابْن جرير من طَرِيق عبيد بن عُمَيْر رَضِي الله عَنهُ عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة أَنا أَبَا طَالب قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا يأتمر بك قَوْمك قَالَ: يُرِيدُونَ أَن يجسنوني أَو يقتلوني أَو يُخْرِجُونِي

قَالَ: من حَدثَك بِهَذَا قَالَ: رَبِّي

قَالَ: نعم الرب رَبك فاستوص بِهِ خيرا

قَالَ: أَنا استوصي بِهِ بل هُوَ يستوصي بِي: فَنزلت {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا}

وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا} قَالَ: هِيَ مَكِّيَّة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْأَيَّام سُئِلَ عَن يَوْم السبت فَقَالَ هُوَ يَوْم مكر وخديعة

قَالُوا: وَكَيف ذَاك يَا رَسُول الله قَالَ: فِيهِ مكرت قُرَيْش فِي دَار الندوة إِذْ قَالَ الله {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا ليثبتوك أَو يَقْتُلُوك أَو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله وَالله خير الماكرين}

<<  <  ج: ص:  >  >>