بِهِ تزينت ثمَّ استلقت على فراشها وهم بهَا وَجلسَ بَين رِجْلَيْهَا يحل تبانه نُودي من السَّمَاء: يَا بن يَعْقُوب لَا تكن كطائر ينتف ريشه فَبَقيَ لَا ريش لَهُ فَلم يتعظ على النداء شَيْئا حَتَّى رأى برهَان ربه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي صُورَة يَعْقُوب عاضاً على اصبعيه فَفَزعَ فَخرجت شَهْوَته من أنامله فَوَثَبَ إِلَى الْبَاب فَوَجَدَهُ مغلقاً فَرفع يُوسُف رجله فَضرب بهَا الْبَاب الْأَدْنَى فانفرج لَهُ واتبعته فَأَدْرَكته فَوضعت يَديهَا فِي قَمِيصه فشقته حَتَّى بلغت عضلة سَاقه فألفيا سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه سُئِلَ عَن هم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام مَا بلغ قَالَ: حل الْهِمْيَان - يَعْنِي السَّرَاوِيل - وَجلسَ مِنْهَا مجْلِس الخاتن فصيح بِهِ يَا يُوسُف لَا تكن كالطير لَهُ ريش فَإِذا زنى قعد لَيْسَ لَهُ ريش
وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا} قَالَ: طمعت فِيهِ وطمع فِيهَا وَكَانَ من الطمع أَن هم بِحل التكة فَقَامَتْ إِلَى صنم مكلل بالدر والياقوت فِي نَاحيَة الْبَيْت فَسترته بِثَوْب أَبيض بَينهَا وَبَينه فَقَالَ: أَي شَيْء تصنعين فَقَالَت: استحي من الهي أَن يراني على هَذِه الصُّورَة
فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: تستحين من صنم لَا يَأْكُل وَلَا يشرب وَلَا استحي أَنا من إلهي الَّذِي هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت
ثمَّ قَالَ: لَا تنالينها مني أبدا
وَهُوَ الْبُرْهَان الَّذِي رأى
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وهم بهَا} قَالَ: حل سراويله حَتَّى بلغ ثنته وَجلسَ مِنْهَا مجْلِس الرجل من امْرَأَته فَمثل لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَضرب بِيَدِهِ على صَدره فَخرجت شَهْوَته من أنامله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله {لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه} قَالَ: رأى صُورَة أَبِيه يَعْقُوب فِي وسط الْبَيْت عاضاً على ابهامه فَأَدْبَرَ هَارِبا وَقَالَ: وحقك يَا أَبَت لَا أَعُود ابداً
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير فِي قَوْله {لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه} قَالَ: حل السَّرَاوِيل وَجلسَ مِنْهَا مجْلِس الخاتن فَرَأى صُورَة فِيهَا وَجه يَعْقُوب عاضاً على أَصَابِعه فَدفع صَدره فَخرجت الشَّهْوَة من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute