اللَّيْل بإرخاء الْحجب وإغلاق الْأَبْوَاب ويعرفون مِقْدَار النَّهَار بِرَفْع الْحجب وَفتح الْأَبْوَاب
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول من طَرِيق أبان عَن الْحسن وَأبي قلَابَة قَالَا: قَالَ رجل: يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من ليل قَالَ: وَمَا هيجك على هَذَا قَالَ: سَمِعت الله يذكر فِي الْكتاب {وَلَهُم رزقهم فِيهَا بكرَة وعشياً} فَقلت اللَّيْل من البكرة والعشي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ هُنَاكَ ليل وَإِنَّمَا هُوَ ضوء نور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدوّ وتأتيهم طرف الْهَدَايَا من الله لمواقيت الصَّلَوَات الَّتِي كَانُوا يصلونَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا وتسلم عَلَيْهِم الْمَلَائِكَة
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن يحيى بن أبي كثير قَالَ: كَانَت الْعَرَب فِي زمانها إِنَّمَا لَهَا أَكلَة وَاحِدَة فَمن أصَاب اثْنَتَيْنِ سمي فلَانا الناعم
فَأنْزل الله تَعَالَى يرغب عباده فِيمَا عِنْده {وَلَهُم رزقهم فِيهَا بكرَة وعشيا}
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن قَالَ: كَانُوا يعدون النَّعيم أَن يتغدى الرجل ثمَّ يتعشى
قَالَ الله لأهل الْجنَّة: {وَلَهُم رزقهم فِيهَا بكرَة وعشيا}
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا من غَدَاة من غدوات الْجنَّة كل الْجنَّة غدوات إِلَّا أَن يزف إِلَى وليّ الله تَعَالَى فِيهَا زَوْجَة من الْحور الْعين أدناهن الَّتِي خلقت من زعفران
وَأخرج عبد بن حميد عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {تِلْكَ الْجنَّة الَّتِي نورث} بالنُّون مُخَفّفَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن شودب فِي قَوْله: {تِلْكَ الْجنَّة الَّتِي نورث من عبادنَا} قَالَ: لَيْسَ من أحد إِلَّا وَله فِي الْجنَّة منزل وَأَزْوَاج فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة ورث الله الْمُؤمن كَذَا وَكَذَا منزلا من منَازِل الْكفَّار
فَذَلِك قَوْله: {من عبادنَا}
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن دَاوُد بن أبي هِنْد فِي قَوْله: {من كَانَ تقياً} قَالَ: موحداً
وَأخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَعبد بن حميد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن ابْن عَبَّاس