وضحكتا بِرِجَال وَنسَاء فَلم يبرحا على حَدِيثهمَا من الْغَيْبَة حَتَّى أقبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منصرفاً من الصَّلَاة فَلَمَّا سمعتا صَوته سكتتا فَلَمَّا قَامَ بِبَاب الْبَيْت ألْقى طرف رِدَائه على أَنفه ثمَّ قَالَ: أفّ أخرجَا فاستقيئا ثمَّ طهرا بِالْمَاءِ فَخرجت أم سَلمَة فقاءت لَحْمًا كثيرا قد أُحِيل فَلَمَّا رَأَتْ كَثْرَة اللَّحْم تذكرت أحدث لحم أَكلته فَوَجَدته فِي أول جمعتين مضتا فَسَأَلَهَا عَمَّا قاءت فَأَخْبَرته فَقَالَ: ذَاك لحم ظللت تأكلينه فَلَا تعودي أَنْت وَلَا صَاحبَتك فِيمَا ظللتما فِيهِ من الْغَيْبَة وأخبرتها صاحبتها أَنَّهَا قاءت مثل الَّذِي قاءت من اللَّحْم
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ عَن كَعْب بن عَاصِم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْمُؤمن حرَام على الْمُؤمن لَحْمه عَلَيْهِ حرَام أَن يَأْكُلهُ ويغتابه بِالْغَيْبِ وَعرضه عَلَيْهِ حرَام أَن يخرقه وَوَجهه عَلَيْهِ حرَام أَن يلطمه
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَأَبُو يعلى وَابْن الْمُنْذر وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان بِسَنَد صَحِيح عَن أبي هُرَيْرَة أَن ماعزاً لما رجم سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلَيْنِ يَقُول أَحدهمَا لصَاحبه: ألم تَرَ إِلَى هَذَا الَّذِي ستر الله عَلَيْهِ فَلم تَدعه نَفسه حَتَّى رجم رجم الْكَلْب فَسَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ مر بجيفة حمَار فَقَالَ: أَيْن فلَان وَفُلَان إنزلا فكلا من جيفة هَذَا الْحمار فَقَالَا: وَهل يُؤْكَل هَذَا قَالَ: فَإنَّا أكلتكما من أَخِيكُمَا آنِفا أَشد أكلا مِنْهُ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّه الْآن لفي أَنهَار الْجنَّة ينغمس فِيهَا
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد فِي الزّهْد وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب والخرائطي عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه مر على بغل ميت وَهُوَ فِي نفر من أَصْحَابه فَقَالَ: وَالله لِأَن يَأْكُل أحدكُم من هَذَا حَتَّى يمْلَأ بَطْنه خير لَهُ من أَن يَأْكُل من لحم رجل مُسلم
وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَابْن أبي الدُّنْيَا عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتى على قبرين يعذب صاحباهما فَقَالَ: إنَّهُمَا لَا يعذبان فِي كَبِير وَبكى أما أَحدهمَا فَكَانَ يغتاب النَّاس وَأما الآخر فَكَانَ لَا [] يتَأَذَّى من الْبَوْل فَدَعَا بجريدة رطبَة فَكَسرهَا ثمَّ أَمر بِكُل كسرة فغرست على قبر فَقَالَ: أما إِنَّه سيهون من عذابهما مَا كَانَ رطبتين
وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: من اغتيب عِنْده مُؤمن فنصره جزاه الله بهَا خيرا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن اغتيب عِنْده فَلم ينصره جزاه الله بهَا فِي