يَقُول: إِنَّا [] للمواريه {بل نَحن محرومون أَفَرَأَيْتُم المَاء الَّذِي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن} يَقُول: من السَّحَاب {أم نَحن المنزلون لَو نشَاء جَعَلْنَاهُ أجاجاً} يَقُول: مرّاً {فلولا تشكرون} يَقُول: فَهَلا تشكرون {أَفَرَأَيْتُم النَّار الَّتِي تورون} يَقُول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يَقُول: خلقْتُمْ {شجرتها أم نَحن المنشئون} قَالَ: وَهِي من كل شَجَرَة إِلَّا فِي الْعنَّاب وَتَكون فِي الْحِجَارَة {نَحن جعلناها تذكرة} يَقُول: يتَذَكَّر بهَا نَار الْآخِرَة الْعليا {ومتاعاً للمقوين} قَالَ: والمقوي هُوَ الَّذِي لَا يجد نَارا فَيخرج زنده فيستنور ناره فَهِيَ مَتَاع لَهُ {فسبح باسم رَبك الْعَظِيم} يَقُول: فصل لِرَبِّك الْعَظِيم {فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم} قَالَ: أَتَى ابْن عَبَّاس علبة بن الْأسود أَو نَافِع بن الحكم فَقَالَ لَهُ: يَا ابْن عَبَّاس إِنِّي أَقرَأ آيَات من كتاب الله أخْشَى أَن يكون قد دخلني مِنْهَا شَيْء
قَالَ ابْن عَبَّاس: وَلم ذَلِك قَالَ: لِأَنِّي أسمع الله يَقُول: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر) (سُورَة الْقدر الْآيَة ٢) وَيَقُول: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مباركة إِنَّا كُنَّا منذرين) (سُورَة الدُّخان الْآيَة ٣) وَيَقُول فِي آيَة أُخْرَى: (شهر رَمَضَان الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن) (سُورَة الْبَقَرَة الْآيَة ١٨٥) وَقد نزل فِي الشُّهُور كلهَا شَوَّال وَغَيره
قَالَ ابْن عَبَّاس: وَيلك إِن جملَة الْقُرْآن أنزل من السَّمَاء فِي لَيْلَة الْقدر إِلَى موقع النُّجُوم يَقُول: إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا فَنزل بِهِ جِبْرِيل فِي لَيْلَة مِنْهُ وَهِي لَيْلَة الْقدر الْمُبَارَكَة وَفِي رَمَضَان ثمَّ نزل بِهِ على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عشْرين سنة الْآيَة والآيتين وَالْأَكْثَر
فَذَلِك [] قَوْله: {لَا أقسم} يَقُول: أقسم {بمواقع النُّجُوم} {وَإنَّهُ لقسم} وَالْقسم قسم وَقَوله: {لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ} وهم السفرة والسفرة هم الكتبة
ثمَّ قَالَ: {تَنْزِيل من رب الْعَالمين} {أفبهذا الحَدِيث أَنْتُم مدهنون} يَقُول: تولون أهل الشّرك وتجعلون رزقكم قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: سَافر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حر فعطش النَّاس عطشاً شَدِيدا حَتَّى كَادَت أَعْنَاقهم أَن تَنْقَطِع من الْعَطش فَذكر ذَلِك لَهُ قَالُوا: يَا رَسُول الله لَو دَعَوْت الله فسقانا قَالَ لعلّي إِن دَعَوْت الله فسقاكم لقلتم هَذَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا قَالُوا: يَا رَسُول الله مَا هَذَا بِحِين أنواء ذهبت حِين الأنواء فَدَعَا بِمَاء فِي مطهرة فَتَوَضَّأ ثمَّ ركع رَكْعَتَيْنِ ثمَّ دَعَا الله فَهبت ريَاح وهاج سَحَاب ثمَّ أرْسلت فَمُطِرُوا حَتَّى سَالَ الْوَادي فَشَرِبُوا وَسقوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute