للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينزل فيهم شَيْء أَو يذكر بِشَيْء فيقتلوا كَمَا كَانَ ذَانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما فِي آذانهما {كلما أَضَاء لَهُم مَشوا فِيهِ} فَإِذا كثرت أَمْوَالهم وولدهم وَأَصَابُوا غنيمَة وفتحاً {مَشوا فِيهِ} وَقَالُوا: إِن دين مُحَمَّد حِينَئِذٍ صدق: واستقاموا عَلَيْهِ كَمَا كَانَ ذَانك المنافقان يمشيان إِذا أَضَاء بهما الْبَرْق {وَإِذا أظلم عَلَيْهِم قَامُوا} فَكَانُوا إِذا هَلَكت أَمْوَالهم وولدهم وأصابهم الْبلَاء قَالُوا هَذَا من أجل دين مُحَمَّد وَارْتَدوا كفَّارًا كَمَا كَانَ ذَانك المنافقان حِين أظلم الْبَرْق عَلَيْهِمَا

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {كَمثل الَّذِي استوقد} قَالَ: ضربه الله مثلا لِلْمُنَافِقِ

وَقَوله {ذهب الله بنورهم} أما {النُّور} فَهُوَ إِيمَانهم الَّذِي يَتَكَلَّمُونَ بِهِ وَأما الظلمَة فَهِيَ ضلالهم وكفرهم

وَفِي قَوْله {أَو كصيب} الْآيَة

قَالَ الصيب الْمَطَر

وَهُوَ مثل الْمُنَافِق فِي ضوء مَا تكلم بِمَا مَعَه من كتاب الله وَعمل مراءاة للنَّاس فَإِذا خلا وَحده عمل بِغَيْرِهِ فَهُوَ فِي ظلمَة مَا أَقَامَ على ذَلِك وَأما {الظُّلُمَات} فالضلالة وَأما {الْبَرْق} فالإِيمان

وهم أهل الْكتاب {وَإِذا أظلم عَلَيْهِم} فَهُوَ رجل يَأْخُذ بِطرف الْحق لَا يَسْتَطِيع أَن يُجَاوِزهُ

وَأخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {مثلهم} الْآيَة

قَالَ: ضرب الله مثلا لِلْمُنَافِقين يبصرون الْحق وَيَقُولُونَ بِهِ حَتَّى إِذا خَرجُوا من ظلمَة الْكفْر أطفئوه بكفرهم ونفاقهم فتركهم فِي ظلمات الْكفْر لَا يبصرون هدى وَلَا يستقيمون على حق {صم بكم عمي} عَن الْخَيْر {فهم لَا يرجعُونَ} إِلَى هدى وَلَا إِلَى خير

وَفِي قَوْله {أَو كصيب} الْآيَة

يَقُول: هم من ظلمات ماهم فِيهِ من الْكفْر والحذر من الْقَتْل على الَّذِي هم عَلَيْهِ من الْخلاف والتخويف مِنْكُم على مثل مَا وصف من الَّذِي هم فِي ظلمَة الصيب فَجعل أَصَابِعه فِي أُذُنَيْهِ من الصَّوَاعِق {حذر الْمَوْت وَالله مُحِيط بالكافرين} منزل ذَلِك بهم من النقمَة {يكَاد الْبَرْق يخطف أَبْصَارهم} أَي لشدَّة ضوء الْحق {كلما أَضَاء لَهُم مَشوا فِيهِ} أَي يعْرفُونَ الْحق ويتكلمون بِهِ فهم من قَوْلهم بِهِ على استقامة فَإِذا ارتكسوا مِنْهُ إِلَى الْكفْر {قَامُوا} أَي متحيرين {وَلَو شَاءَ الله لذهب بسمعهم} أَي لما سمعُوا تركُوا من الْحق بعد مَعْرفَته

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {مثلهم كَمثل الَّذِي استوقد نَارا}

<<  <  ج: ص:  >  >>