ريش إِلَى طَائِره ثمَّ أَقبلت تطير بِغَيْر رُؤُوس إِلَى قدمه تُرِيدُ رؤوسها بأعناقها فَرفع قدمه فَوضع كل طَائِر مِنْهَا عُنُقه فِي رَأسه فَعَادَت كَمَا كَانَت {وَاعْلَم أَن الله عَزِيز} يَقُول: مقتدر على مَا يَشَاء {حَكِيم} يَقُول: مُحكم لما أَرَادَ
الرال فرخ النعام
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة
نَحوه
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بَلغنِي أَن إِبْرَاهِيم بَينا هُوَ يسير على الطَّرِيق إِذا هُوَ بجيفة حمَار عَلَيْهَا السبَاع وَالطير قد تمزق لَحمهَا وَبَقِي عظامها فَوقف فَعجب ثمَّ قَالَ: رب قد علمت لتجمعنها من بطُون هَذِه السبَاع وَالطير رب أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ: أولم تؤمن قَالَ: بلَى وَلَكِن لَيْسَ الْخَبَر كالمعاينة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن قَالَ: سَأَلَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ربه أَن يرِيه كَيفَ يحيي الْمَوْتَى وَذَلِكَ مِمَّا لَقِي من قومه من الْأَذَى فَدَعَا بِهِ عِنْد ذَلِك مِمَّا لَقِي مِنْهُم من الْأَذَى فَقَالَ: رب أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ قَالَ: لما اتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا سَأَلَ ملك الْمَوْت أَن يَأْذَن لَهُ فيبشر إِبْرَاهِيم بذلك فَأذن لَهُ فَأتى إِبْرَاهِيم وَلبس فِي الْبَيْت فَدخل دَاره وَكَانَ إِبْرَاهِيم من أغير النَّاس إِذا خرج أغلق الْبَاب فَلَمَّا جَاءَ وجد فِي بَيته رجلا ثار إِلَيْهِ ليأخذه وَقَالَ لَهُ: من أذن لَك أَن تدخل دَاري قَالَ ملك الْمَوْت: أذن لي رب هَذِه الدَّار
قَالَ إِبْرَاهِيم: صدقت وَعرف أَنه ملك الْمَوْت
قَالَ: من أَنْت قَالَ: أَنا ملك الْمَوْت جئْتُك أُبَشِّرك بِأَن الله قد اتخذك خَلِيلًا
فَحَمدَ الله وَقَالَ: يَا ملك الْمَوْت أَرِنِي كَيفَ تقبض أَرْوَاح الْكفَّار قَالَ: يَا إِبْرَاهِيم لَا تطِيق ذَلِك
قَالَ: بلَى
قَالَ: فاعرض فاعرض إِبْرَاهِيم ثمَّ نظر فَإِذا هُوَ بِرَجُل أسود ينَال رَأسه السَّمَاء يخرج من فِيهِ لَهب النَّار لَيْسَ من شَعْرَة فِي جسده إِلَّا فِي صُورَة رجل يخرج من فِيهِ ومسامعه لَهب النَّار فَغشيَ على إِبْرَاهِيم ثمَّ أَفَاق وَقد تحوّل ملك الْمَوْت فِي الصُّورَة الأولى
فَقَالَ: يَا ملك الْمَوْت لَو لم يلق الْكَافِر عِنْد مَوته من الْبلَاء والحزن إِلَّا صُورَتك لكفاه فأرني كَيفَ تقبض أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ قَالَ: فَأَعْرض فاعرض إِبْرَاهِيم ثمَّ الْتفت فَإِذا هُوَ بِرَجُل شَاب أحسن النَّاس وَجها وأطيبه ريحًا فِي ثِيَاب بَيَاض
قَالَ: يَا ملك الْمَوْت لَو لم ير الْمُؤمن عِنْد مَوته من قُرَّة الْعين والكرامة إِلَّا صُورَتك هَذِه لَكَانَ يَكْفِيهِ
فَانْطَلق ملك الْمَوْت وَقَامَ إِبْرَاهِيم يَدْعُو ربه