للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توفي لأربع عشرة خلت من ربيع الأول من سنة أربع وستين، بقرية من قرى حمص يقال لها: حوارين، وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وقيل: تسع وثلاثين، وكانت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر (١).

الخليفة السابع: عبدالله بن الزبير - رضي الله عنه -: ليس من ملوك بني أمية، وهو بمسمى الخلافة الصق، حُصر بمكة، وهو عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو بكر ويقال له: أبو خبيب القرشي الأسدي، أول مولود ولد بعد الهجرة بالمدينة من المهاجرين، على رأس عشرين شهرا من المهاجر، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان المسلمون قد تحدثوا بينهم أن اليهود قد سحرتهم، فلا يولد لهم، وكان تكبيره - صلى الله عليه وسلم - سرورا بذلك.

وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، ذات النطاقين، هاجرت وهي حامل به فولدته بقباء أول مقدمهم المدينة، وحنكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمرة، وأذن أبو بكر في أذنه.

ولم يزل مقيما بالمدينة إلى أن توفي معاوية، فبعث يزيد إلى الوليد بن عتبة يأمره بالبيعة، فخرج ابن الزبير إلى مكة، وجعل يحرض الناس على بني أمية (٢)، فوجد عليه يزيد إلا أن ابن الزبير مشى إلى يحيى بن الحكم والي مكة، فبايعه ليزيد، فقال يزيد: لا أقبل حتى يؤتى به في وثاق، فأبى ابن الزبير، وقال: اللهم إني عائذ ببيتك، روى الزبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، وروى عن أبيه، وعمر، وعثمان، وغيرهم (٣).


(١) المنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٦/ ٣٤.
(٢) المحبر ١/ ٢٧٥، والبداية والنهاية ٨/ ٣٦٧، والمنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٣/ ٩٦.
(٣) المنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٦/ ١٣٧، والبداية والنهاية ٨/ ٣٦٧.

<<  <   >  >>