للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذُكر أن معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يوم ومعه عمرو بن العاص فمر بهما عبدالملك بن مروان فقال معاوية: ما آدب هذا الفتى وأحسن مروءته.

فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين، إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع، وترك خصالا ثلاثا:

أخذ بحسن الحديث إذا حدث، وحسن الاستماع إذا حُدث، وحسن البشر إذا لقي، وخفة المؤونة إذا خولف.

وترك من القول ما يُعتذر منه، وترك مخالطة اللئام من الناس، وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروءته.

وكان فقيها راويا ناسكا، يدعى حمامة المسجد، شاعرا، قيل لابن عمر: من نسأل بعدكم، فقال: إن لمروان ابناً فقيها فسلوه.

وقال نافع: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم من عبدالملك بن مروان.

بويع بعهد من أبيه في خلافة ابن الزبير، وبقي على مصر والشام، وابن الزبير على باقي البلاد مدة سبع سنين، ثم غلب عبدالملك على العراق، وما والاها في سنة اثنتين وسبعين، وبعد سنة قتل الحجاج ابن الزبير، واستوسق، الأمر لعبدالملك.

خطب عبدالملك بن مروان سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير بعامين فقال: "أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف ولست بالخليفة المستضعف يعني عثمان، ولا الخليفة المداهن يعني معاوية.

<<  <   >  >>