للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيها الناس إنا نحتمل لكم كل اللغوية ما لم يك عقد راية أو وثوب على منبر ... " (١).

قلت: هذا غيض يكتفى به عن فيض يطول ذكره.

توفي عبدالملك بن مروان لعشر خلون من شوال سنة ست وثمانين وهو ابن اثنتين وستين سنة. (٢).

هو أول من ضرب الدنانير المنقوشة، في الإسلام، في سنة خمس وسبعين وكتب عليها قرآنا، وكانت الدنانير ترد رومية والدراهم كسروية في الجاهلية.

وهو أول من كسا الكعبة الديباج، وقيل: الحجاج، وقيل: عبدالله بن الزبير، وذكر في أخبار عمارة المسجد الحرام من غير توسعة فيه، أن عبدالملك بن مروان رفع جدرانه وسقَفَه بالساج، وجعل في رأس كل أسطوانة خمسين مثقالا ذهبا، وعمره عمارة حسنة (٣)، وأول من نهى عن الكلام في حضرة الخلفاء، وكان الناس قبله يراجعونهم (٤)، وكان عبدالملك أول من غدر في الإسلام، وسبب ذلك أن عمرو بن سعيد بن العاص خلع عبدالملك بن مروان، وأخرج عبدالرحمن بن أم الحكم من دمشق؛ وكان واليا عليها، فسار عبدالملك إلى عمرو واصطلحا جميعا على أن يكون عمرو الخليفة بعد عبدالملك، وأن لعمرو مع كل عامل عاملا، وفتح المدينة ودخل عبدالملك ثم غدر بعمرو فقتله، وقال له: لو أعلم أن تبقى وتصلح قرابتي


(١) تأريخ الإسلام ط التوفيقية ٦/ ٦٩، وتأريخ خليفة بن خياط ١/ ٢٧٣.
(٢) المحبر ١/ ٢٥. وتأريخ خليفة بن خياط ١/ ٢٩٢.
(٣) فتوح البلدان ١/ ٤٤٩، والمنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٦/ ١٤٧، كنوز الذهب في تأريخ حلب ٢/ ٩٢، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ١/ ٢٩٧.
(٤) الكامل في التأريخ ٣/ ٥٣٤.

<<  <   >  >>