للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذُكر في سبب موته أنه في المحرم سار المهدي إلى ماسبذان عازما على تقديم ابنه هارون في ولاية العهد، وأن يؤخر موسى الهادي، فنفذ إلى موسى في ذلك فامتنع، فطلبه فلم يأت، فهم المهدي بالمسير إلى جرجان لذلك، فساق يوما خلف صيد فاقتحم الصيد خربة، ودخلت الكلاب خلفه، وتبعهم المهدي، فدق ظهره في باب الخربة مع شدة سوق الفرس، فهلك لساعته.

وقيل: بل أطعموه السم، سقته جارية له سما اتخذته لضرتها، فمد يده، وفزعت أن تقول: هو مسموم، وكان لِباً فيما قيل، وقيل: كان إنجاصا، فأكل وصاح: جوفي، وتلف من الغد (١).

وسّع المهدي المسجد الحرام من أعلاه، ومن الجانب اليماني، ومن الموضع الذي انتهى إليه أبوه المنصور في الجانب الغربي، وكان توسعته له في نوبتين:

الأولى: في سنة إحدى وستين ومائة، وفيها زيد فيما زاد أبوه في المسجد رواقان، والثانية: في سنة سبع وستين، وكان أمر بها لما حج حجته الثانية في سنة أربع وستين، ولم تكمل هذه الزيادة إلا في خلافة ابنه موسى الهادي، لمعاجلة المنية المهدي، ونقل المهدي أساطين الرخام من الشام وغيرها، حتى أنزلت بجدة، وحملت منها على العجل إلى مكة (٢).


(١) وتأريخ الطبري ٨/ ١١٠، والفتوح لابن أعثم ٨/ ٣٧٠، وأخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٢، الفتوح لابن أعثم ٨/ ٣٧٠، ٣٧١، تأريخ الإسلام ت تدمري ١٠/ ٣٢.
(٢) تأريخ دمشق لابن عساكر ١٢/ ٢٨٧، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ١/ ٢٩٧.

<<  <   >  >>