للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لله، وكان قد سد باب الملاهي والغناء، وحسم الأمراء عن الظلم، وكان يجلس بنفسه لعمل حساب الدواوين، وأسند عنه أحمد بن علي بن ثابت الخطيب حديثا قال: أخبرنا ابن رزق حدثنا محمد بن عمرو بن القاضي الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسن بن سعدان المروزي، حدثنا محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله السرخسي قال: حدثني المهتدي بالله قال: حدثني علي بن هاشم بن طبراخ عن محمد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلى، عن داود، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال العباس: يا رسول الله، ما لنا في هذا الأمر شيء؟ قال: «لي النبوة ولكم الخلافة، بكم يفتح هذا الأمر، وبكم يختم» (١).

قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للعباس: «من أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي» (٢).

ذكر أحمد بن سعيد الأموي قصة فيها إرهاص بموت المهتدي قال: كانت لي حلقة وأنا بمكة أجلس فيها في المسجد الحرام، ويجتمع إلي فيها أهل الأدب، وإنا يوما لنتناظر في شيء من النحو والعروض، وقد علت أصواتنا وذلك في خلافة المهتدي، إذ وقف علينا مجنون، فنظر إلينا ثم قال:

أما تستحون الله يا معدن الجهل ... شغلتم بذا والناس في أعظم الشغل

إمامكم أضحى قتيلا مجدلا ... وقد أصبح الإسلام مُفترِق الشمل.

وأنتم على الأشعار والنحو عكف ... تصيحون بالأصوات لستم ذوي عقل


(١) تاريخ بغداد ٤/ ٥٥٣، وابن عساكر ٧/ ٢٤٧، ولعل المراد ختمه بالمهدي؛ وهو من بني هاشم.
(٢) المصدر السابق.

<<  <   >  >>