ملح من مدح الأخلاء الأصفياء وصفات مودات الأصدقاء الأولياء مدح الصاحب بن عباد صديقاً له فقال تصفحت أوطار القلوب فلم أجد أحسن من قربه وتأملت أشخاص الخطوب فلم أرع بأفظع من بعده محاسنه أنوار لم تحجب بسجوف ومباسمه شموس لم تتصل بكسوف وألفاظه تذكرني بالشباب وريعانه بل بأفنان الصبا وفتيانه ومدح أعرابي صديقاً له فقال مجالسته غنيمة وصحبته سليمة ومواخاته كريمة هو كالمسك إن بعته نفق وإن تركته عبق شاعر يصف أخاً له
أخ وأب وابن وأم شفيقة ... تفرق في الأحباب ما هو جامعه
سلوت به عن كل من كان قبله ... وأذهلني عن كل ما هو تابعه
آخر
ولي صاحب أصفيه ودّي وإنه ... لينصفني في ودّه ويزيد
أمنت صروف الدهر بيني وبينه ... إذا دبّ بين الصاحبين حسود
وصف المأمون ثمامة بن أشرس فقال إنه كان يتصرف في القلوب تصرف السحاب مع الجنوب شاعر ولقد أحسن في وصفه لصديقه
خل بلغت برأيه شرف العلا ... وأخ غنيت به عن الاخوان
ومتى طلبت عليه طالب حاجة ... كفلت يداه بذمتي وضماني