للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إنَّ كان يعقل

ويركب حدّثني السيف من أنَّ يضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل

ويروى عن الحسن إنّه قال: إنَّ من اشد الناس فقداً عليك أخاك، الذي إنَّ شاورته في أمر دينك أو دنياك وجدت عنده رأيا، ففقدته فالتمس من تجد ذلك عنده فلم تجده.

ومن أمثالهم في الرجل يرزأ بأخيه قولهم: إنّما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

قال أبو عبيد: هذا المثل يروونه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنّه قاله، ثم قال: إنّما وهنت يوم قتل عثمان.

[باب إشفاق الرجل على أخيه ومحاذرته لمكروهه.]

قال أبو عبيد: من أمثالهم المعروفة قولهم: إنَّ الشفيق بسوء ظن مولع.

وذلك أنَّ المعنى بشأن أخيه لا يكاد يظن به إلاّ المكاره والحدثان كنحو من ظنون الوالدات، فهذا ما في الإشفاق عليه من سوء الظن.

وأما مثلهم في حسن الظن به الجفاء يظهر منه فقول أكثم بن صيفي.

[من جعل نفسه من حسن الظن بإخوانه نصيبا أراح قلبه.]

يعني إنَّ الرجل إذا رأى من أخيه إعراضا أو تغيرا فحمله منه على وجه جميل، وطلب له المخارج والعذر خفف ذلك عن قلبه، وقل منه غيظه واغتمامه.

<<  <   >  >>