قال: وذلك إنَّ الظالع منها لا يقدر إنَّ يعاظل مع صحاحها لضعفه، فهو يؤخر ذلك، وينتظر آخرها فلا ينام، حتى إذا لم يبق منها شيء سفد حينئذ، ثم نام. قال الأصمعي بعض هذا التفسير أو أكثره. وقال أبو عبيد: في تأخير الحاجة: يذهب يوم الغيم ولا يشعر به.
يضرب للساهي عن حاجته حتى لا تفوته ولا يعلم.
[باب إبطاء الحاجة وتعذرها حتى يرضى صاحبها بالسلامة]
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا قولهم: رضيت من الغنيمة بالسلامة.
يضرب للرجل يسعى في طلب حاجته فيشرف منها على الهلكة حتى يرضى بأن يفلت سالما. ومنه قول الشاعر، وبعضهم يرويه لامرئ القيس بن حجر الكندي:
وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب