للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب الحذر من الانفراد في الأمور وما يكره من الاستبداد بها]

قال أبو عبيد: يقال: الذئب خالياً اشد.

يقول إذا وجدك الذئب خاليا كان أجرأ له عليك، فلا تفعل ذلك. قال أبو عبيد: وقد يضرب هذا المثل في الدين أيضاً، ومنه حديث يروى عن معاذ إنّه قال: عليكم بالجماعة، فإنَّ الذئب إنّما يصب من الغنم الشاذة القاصية. قال أبو عبيد: فصار المثل في أمر الدين والدنيا. يضرب لكل متواحد برأيه وبدينه أو بسفره، ومنه حديث عمر " لا يسافر أقل من ثلاثة، فإنَّ مات واحد وليه اثنان. والواحد شيطان، والاثنان شيطانان "

[باب المحاذرة للرجل من الشيء قد ابتلى مثله مرة.]

قال أبو عبيد: روينا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث مرفوع: " لا يلسع المؤمن من جحر مرتين ".

وتأويله عندنا إنّه ينبغي له إذا نكب من وجهه ألا يعود لمثله. ومن أمثالهم في نحو هذا: كل الحذاء يحتذي الحافي الوقع.

وأصله الرجل يمشي في الوقع، وهي الحجارة، حافيا فيصيبه الوجى، وفهو يحاذر على رجليه من كل شيء ينكبها، ومنه قول الشاعر:

<<  <   >  >>