للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أمثالهم في البخيل واجتناب الناس غياه قولهم: من شر ما ألقاك أهلك.

يقول: لو كان عندك خير ما تحاملك الناس

[باب البخيل يمنع الناس ماله وهو جواد به على نفسه]

قال أبو عبيد: من أمثالهم في نحو هذا: يا مهدي المال كل ما أهديت.

يقول: إنّما تهدي إلى نفسك، فلا تمنن على الناس به. قال أبو عبيد: ومثله قولهم: سمنكم هريق في أديمكم.

أي ما لكم ينفق عليكم. ومثله قولهم: أيها الممتن على نفسك فليكن المن.

فإنَّ لم يكن هناك امتنان، ولكنه يجود بماله لنفسه، ويبخل به على غيره فمثلهم فيه قول الحطيئة:

دع المكارم لا ترحل لبغيها ... واجلس فأنت لعمري طاعم كاسِ

أي انك قد رضيت من طلب المجد بأن يطيب طعامك، وتحسن كسوتك، وكذلك قول الآخر:

إني وجدت من المكارم حسبكم ... أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا

<<  <   >  >>