للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب إتمام قضاء الحاجة والحث على ذلك]

قال أبو عبيد: إذا قضيت الحاجة إلاّ أقلها فأرادوا إتمامها قالوا: أتبع الفرس لجامها.

قال أبو عبيد: أرى معناه انك قد حدثت بالفرس، واللجام أيسر خبطاً، فأتم الحاجة كلها، كما إنَّ الفرس لا غنى بها عن اللجام. وكان المفضل يذكر إنَّ المثل لعمرو بن ثعلبة الكلبي أخي عدي بن جانب. وكان ضرار بن عمرو الضبي قد أغار عليهم، فسبى يومئذ سلمى ابنة وائل الصائغ وكانت يومئذ أمة لعمرو بن ثعلبة، وهي أم النعمان بن المنذر، فمضى بها ضرار مع ما غنم، فأدركه عمرو بن ثعلبة، وكان له صديقاً، يقال أنشدك الإخاء والمودة إلاّ رددت على أهلي، فجعل يرد شيئاً فشيئاً حتى بقيت سلمى، وكانت قد أعجبت ضراراً، فأبى أنَّ يردها، فقال عمرو: يا ضرار، اتبع الفرس لجامها، فأرسلها مثلاً، وردها عليه ضرار. قال: ويقال في نحو منه: تمام الربيع الصيف.

وأصله في المطر، فالربيع أوله، والصيف الذي يأتي بعده، فيقول: إنّما الحاجة أنَّ تكون بكمالها، كما أن الربيع لا يكون تمامه إلاّ بالصيف. قال الأصمعي: ومن أمثالهم في تمام الحاجة قولهم: آخرها أقلها شرباً.

يقال: إنَّ أقل الحاجة ما بقي منها. وقد يضرب هذا المثل في غير هذا المعنى أيضاً.

[باب تعجيل الحاجة وسرعة قضائها.]

قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في تعجيل قضاء الحاجة قولهم:

<<  <   >  >>