سابعًا: جماعية الطاعة في رمضان تبعث في النفس نشاطًا وثباتًا؛ فالناس كلهم صائمون، ويجتمعون في صلاة التراويح، والنفس من عادتها أنها تنشط عند المشاركة وتغتر بالكثرة الكاثرة؛ ولذلك تَثَبَّت كعبُ بن مالك - رضي الله عنه - عنه في قصة توبته بعد ما ضغط عليه أهله حتى كاد يعود فيُكَذِّب نفسه، تَثَبثَّ لما علم برجلين صالحين شهدا بدرًا أصابهم ما أصابه، وكذلك قال موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: ٢٩ - ٣٤]، هكذا يشتد أزرك في العبادة بكثرة المشاركين لك فيها، فانطلق واعبد وستجد لك أعوانًا ومحبين، فتستفيد ويُستفاد منك.
ولذلك يعتبر رمضان ثورة عبادية شاملة، فتجد من بركته إقبال الناس على الخير .. وبحث الناس عن الخير .. تميل القلوب إلى الدين .. وتُقبِل نحو المساجد، فيا دعاة الإِسلام .. يا ورثة الأنبياء هذه فرصتكم فاغتنموها .. لا تضيعوا هذه الفرصة من أيديكم ودلوا الناس على الله .. عرفوا الناس دينهم، فإنهم في هذا الشهر مهيئُون للاستجابة السريعة؛ فاغتنم دعوتهم واكسب أجرهم ..
ثامنًا: في رمضان تجتمع أمهات الطاعات .. فالصلاة والصيام وزكاة الفطر فيه فرائض واجبة، ثم هناك تلاوة القرآن .. والذكر .. والدعاء .. والصدقة .. والعمرة .. وإطعام الطعام .. من المستحبات المؤكدات، وحصول هذه الطاعات وغيرها في هذا الشهر يجعله بمثابة توبة أمة؛ ولكن أين المشمرون لاستغلال الفرص؟!
تاسعًا: في رمضان أسباب كثيرة لغفران الذنوب والعتق من النار، قال