للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتخلص من هذه البلايا عن طريق التوبة والالتجاء إلى الله -عز وجل- أولًا، وعن طريق فطام النفس عن تلك البلايا في فترة الاعتكاف، وعدم تحقيق رغبة النفس منها وتعويدها على ذلك، وفي هذا كله تربيةٌ للنفس على القدرة على التخلص من كثيرِ من العادات التي لا تُرضي الله -عز وجل- فضلًا عن المعاصي والذنوب.

(٦) حفظ اللسان والجوارح عما لا ينفع الإنسان:

يُستحب للمعتكف أن يشتغل بالصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله وما إليها من القربات، وعليه أن يُنَزِّه اعتكافه عما لا يَعنيه من الأقوال والأفعال، وأن يتجنب الجِدال والمِراء والسِّباب، فهذه الأمور تُكره لغير المعتكف، فمنهُ أشدُّ كراهة، ولا بأس أن يتكلم بما فيه حاجته ومصلحته مما لا إثم فيه.

ومن أطلق عَذَبَةَ اللسان، وأهمله مَرْخِيَّ اْلعَنَان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار، ولا يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، ويكفه عن كل ما يخشى غائلته في عاجله وآجله.

وغض البصر أيضًا من الأمور التي أمر الإِسلام بها، فينبغي على المعتكف ألا يستخدم بصره إلا في أمور الطاعة من قراءة قرآن، وطلب علم، وتدبر، وتأمل في ملكوت الحق تبارك وتعالى، وهو بذلك ممتثلٌ لأمر الله -عز وجل- في حالته هذه في مقامه بالمسجد الذي قد يرتاده النساء، كما هو الحال في المسجد الحرام، أو في حالة خروجه لحاجاته المختلفة إلى خارج المسجد.

وكذلك بقية الجوارح لا يستخدمها إلا في طاعة الله -عز وجل-، حتى القلب والفكر لا يجوز استخدامهما في تمني أمور لا تُرضي الله -عز وجل-.

<<  <   >  >>