للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٧) التفكر في آلاء الله -عز وجل-:

في عصر الغفلة الذي نعيشه، وسعي الإنسان الحثيث وراء متطلبات الحياة المادية؛ تقل الفرص التي تتيح للإنسان المسلم إعمال العقل والفكر في مجال الآيات الكونية والشرعية.

وفي فترة الاعتكاف تصفو النفس المسلمة في اتصالها بخالقها، وينفض الإنسان يديه من مشاغل الحياة الدنيا، ويتفرغ لما يُرضي الحق تبارك وتعالى، وتُتاح له الفرصة تِلْوَ الفرصة للقيام بعمليات التفكر والتدبر، وذلك من جراء الوقت الفسيح الذي يعيشه المعتكف، وقد أخلى قلبه من كل شيء إلا الله -عز وجل-، فلو تفكر المعتكف في أمر كُلٍّ من الصيام والاعتكاف فقط؛ لعرف ووقف على كثيرٍ من الحِكَم التي تقف وراءهما، ولارتفع مؤشرُ الإيمان لديه.

(٨) الصبر وقوة الإرادة:

في واقع الاعتكاف يتعرض الإنسان المسلم إلى مواقف متعددة هي بمثابة تمرين عملي للعبد على الصبر، فعلى سبيل المثال:

* هناك صبر على طاعة الله -عز وجل-، فهو أمرٌ لم يكن المعتكف معتادًا عليه في حياة ما قبل الاعتكاف، وهو الآن بعيد تمامًا عن أي صوارف تصرفه عن هذه الطاعة، وهذه الطاعة المستمرة لله -عز وجل- تحتاج إلى صبرٍ مستمر من قِبَل المعتكف، وفي هذا تربية للإرادة وكبحٌ لجماح النفس التي عادةً ما ترغب في التفلت من هذه الطاعة إلى أمور أخرى تهواها.

* وهناك الصبر على ما نقص مما ألفت عليه النفس من أنواع الطعام مثلًا.

* وهناك الصبر على نوع الفراش الذي ينام عليه؛ فليس بالإمكان أن يوضع له سرير في المسجد.

<<  <   >  >>