للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* وهناك الصبر على ما يجد في المسجد من مزاحمة الآخرين له، ومن عدم توفر الهدوء الذي كان يألفه في منزله إذا أراد النوم.

* وهناك الصبر على الزوجة إذ يُحَرَّم عليه مباشراها عند دخوله إلى منزله للحاجة وهي حلاله، وفي هذا الأمر تتجلى قيمة الصبر وقيمة القوة في الإرادة وضبط النفس.

(٩) الاطمئنان النفسي:

إن ذكر الله -عز وجل- بعموميته جالبٌ لطمأنينة النفس لا محالة، وتتأكد الطمأنينة في واقع المعتكف بصورةٍ أساسية؛ لأن حياته في معتكفه تدور حول هذا الأمر بطريقةٍ مستمرة، فصحوته ذكر، ومنامه ذكر، وطعامه ذكر، وحركاته وسكناته كلها ذكر، وهنا تشرق على نفسه طمأنينة لم يكن يعهدها في حياته قبل الاعتكاف؛ لأنه رَكَنَ واستكان إلى جنب الله، فهو ضيفٌ على الله في بيتٍ من بيوته، وقد يتساءل عن سر تلك الطمأنينة ومصدرها، فيجد الإجابة تبرز من ثنايا أعماله التي يقوم بها في اعتكافه، والتي منها على سبيل المثال:

* الصلاة: لقاء مباشر مع خالقه .. يناجيه .. فيسمعه الله -عز وجل- .. يدعوه في سجوده .. فيستجيب له، فتطمئن النفس إلى هذا اللقاء وتُكْثِر منه.

* قراءة القرآن: وهو ذكر الله الذي أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، به طمأنينة قلوب المؤمنين، فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين، ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن، فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه، واضطرابه من شَكِّهِ، والقرآن هو المحصِّل لليقين، الدافع للشكوك والظنون والأوهام، فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به.

<<  <   >  >>