للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣) الوصف والمبالغات والنفاق والمجاملات:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" (١)، وآفة الاختلاط بالناس وبدافع الفضول البشري والاستشراف للاطلاع على أسرار الخلق، يجعل كل ذلك شغف الناس بكثرة الكلام، ولكن المصيبة الأكبر أن يحصل نوع من المبالغات أو التوسع في الوصف الدقيق لموضوعات لا تحتاج ولا تحتمل ..

والأبشع من كل ما مر: المجاملات الزائفة الكاذبة والنفاق الاجتماعي المتبادل، فهل من توبة من هذا الخطر المستطير الذي يهدد بخسف ومسخ وقذف؟!

(٤) التهريج والمزاح، والفحش والبذاء:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" (٢)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكثروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب" (٣).

صار من سمات الباطل في عصرنا خفة الدم زعموا .. وليس ثمة أثقل من كذوبٍ فاحش يستضحك الناس بالباطل، والأخبث في الموضوع أن يشارك في هذا الأمر من يلتزمون بالدين ويظهرون حب الله ورسوله، فيحولون أكثر المواقف جدية إلى مزاح!!

فاتقوا الله يا قومنا، ونزهوا ألسنتكم عن فضول الكلام، فضلًا عن الفحش والبذاء والتهريج والمزاح.


(١) أخرجه الترمذي (٢٤٣٣)، وصححه الألباني (١٨٨٦) في "صحيح الترمذي".
(٢) أخرجه الترمذي (٢٠٦٠)، وصححه الألباني (١٦١٠) في "صحيح الترمذي".
(٣) أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني (٤١٩٣) في "صحيح ابن ماجه".

<<  <   >  >>