للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((وثنى ((الخَيْف)) وهوما ارتفع من المسيل، وانحدر عن الجبل؛ لأنه أراد إقامة الوزن، وذلك جائز على معنى الاتساع؛ وإنما يجئ في الشعر القديم خيفُ مِنًى)) (١).

فإذا لم يجد ((مبررا)) فإن يكتفي بذكر ((الانحراف الأسلوبي)) بدون تعليق منه:

ـ قال عند قول أبي تمام:

نَقولُ إِن قُلتُمُ لا لا مُسَلَّمَةً ... لِأَمرِكُم وَنَعَم إِن قُلتُم نَعَما [بحر البسيط]

((... ((لا)((نعم)) يُحكيان، وهما ينوبان عن جملتين .... والغالب عليها ألا يدركهما إعراب، وقد أعرب الطائي ((نعم)) في هذا البيت .. ونصب الطائيُّ ((نعم)) في القافية؛ لأنه أخرجها من بابها، وجعلها مفعولة للقول)) (٢).

ـ وقال:

سَقاهُم كَما أَسقاهُمُ في لَظى الوَغى ... بِبيضِ صَفيحِ الهِندِ وَالسُّمُرِ الذُّبلِ [بحر الطويل]

((.. وحرك ((السُّمْر))، والقياس تسكينها، ولكنه شبه الجمع بالواحد؛ فثقَّل الميم، كما يقال: الثُّكُل والثُّكْل و ((الذُّبل)) جمع ((ذَبُول))؛ لأن ((فَعُولا)) بابه أن يجمع على ((فُعُل))، وجمع ((فاعل)) على هذا المثال قليل؛ فكان حمله على ((فَعُول)) أوجب)) (٣).

وكان لا ينتقد أبا تمام إلا نادرا:

ـ قال:

أَيُّ كَريمٍ يَرضى بِشَتمِ بَني ... عَبدِ الكَريمِ الجَحاجِحِ النُّجُبِ [بحر المنسرح]

((الجَحَاجِح: جمع جَحْجَاح، وهوالسيد، يقال في جمعه: جَحَاجِحة، والقياس أن تُثْبِت فيه الياء)) (٤).

ـ وقال عند قول أبي تمام:


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٢٩٩ب١٣ ـ ١٤].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٧٤ب٤٨].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٥٢١ب١٤].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٠٥ب٤].

<<  <   >  >>