للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتقول: هذا حُجْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ. والخرب نعت الحُجر لا نعت الضبِّ، ولكن الجوار عمل عليه كما قال امرؤ القيس:

كأن ثبيرًا في عَرانين وَبلِهِ ... كبيرُ أناسٍ في بِجاد مُزَمَّلِ [بحر الطويل]

فالمُزَمَّل: نعت الشيخ لا نعت البِجاد وحقه الرفع ولكن خفضه للجوار (...) وفي القرآن: چ ? ٹ ٹ چ [يونس ٧١]، لا يقال: أجْمَعت الشُّركاء وإنما يقال: جَمَعت شركائي وأجمَعتُ أمري وإنما قال ذلك للمجاورة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجِعْنَ مأزورات غيرَ مَأجورات)) (١) وأصلها مَوزورات من الوزر، ولكن أجراها مجرى المَأجورات للمجاورة بينهما، وكقوله: بالغدايا والعشايا ولا يقال: الغدايا إذا أفردت عن العشايا لأنها الغدوات والعامة تقول: جاء البرد والأكسية والأكسية لا تجيء؛ ولكن للجوار حقٌّ في الكلام)) (٢).

ومن إشارات النحاة أن الفعل المضارع المعتل الآخر بالياء يرفع بضمة مقدرة عليها ويجزم بحذفها. والأغلب أن تكون هذه الياء مذكورة ((ومن الجائز حذفها لغير جازم، قصدا للتخفيف، أو مراعاة الفواصل، ونحوها، تبعا لبعض القبائل العربية، بشرط أمن اللبس بين هذا النوع الجائز من الحذف والنوع الآخر الواجب الذي سببه الجزم)) (٣).

٢ـ العرب تُثني الشيء وتجمعه لأنها تضيف إليه ما يقرب منه:

ـ قال عند قول أبي تمام:

وَبِشُعلَةٍ نَبذٍ كَأَنَّ قَليلَها ... في صَهوَتَيهِ بَدءُ شَيبِ المَفرِقِ [بحر الكامل]


(١) قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة: ((٢٧٤٢: ارجعن مأزورات غير مأجورات، ضعيف)). [٦/ ٢٤٣]
(٢) فقه اللغة وسر العربية: لأبي منصور الثعالبي، ص ٣٢٦، [تحقيق: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة الذخائر ١٦٨]
(٣) النحو الوفي: ١/ ١٨٦

<<  <   >  >>