للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((.. والصهوة: مَقْعد الفارس وثناها في هذا البيت؛ لأنه قصد الجانبين، والعرب تفعل ذلك يثنون الشيء، ويجمعونه؛ لأنهم يضيفون إليه ما يقرب منه؛ فيقولون صهوة الفرس وصهواته)) (١).

٣ ـ الاسم الذي يأتي في صيغة النسب قد يطلق ويراد به الاسم المنسوب إليه:

يعرف العلماء النسب بأنه ((إلحاق ياء مشددة في آخر الاسم لتدل على نسبته إلى المجرد عنها)) (٢). فـ ((إذا أريد إضافة شيء إلى بلد أوقبيلة أونحوذلك جعل آخره ياء مشددة مكسورا ما قبلها، فيقال في النسب إلى دمشق: دمشقي، وإلى تميم: تميمي)) (٣). فكلمة دمشقي تدل على شيء منسوب إلى دمشق وهي لا تساوي في الدلالة كلمة دمشق؛ أي: إن صيغة النسب لا تساوي في الدلالة الاسم المنسوب إليه.

غير أن أبا العلاء يُجَوِّزُ أن تكون ((صيغة النسب)) مساوية في الدلالة للاسم المنسوب إليه؛ أي: من الممكن أن يصبحا في دلالتها شيئا واحدا.

ـ قال عند قول أبي تمام:

عَشِيَّةَ صَدَّ البابَكِيُّ عَنِ القَنا ... صُدودَ المُقالي لا صُدودَ المُجامِلِ [بحر الطويل]

((إذا كان أراد بـ ((البابكي)) صاحبا من أصحاب بابك فلا كلام فيه، وإن كان أراد بابك نفسه، فمثل ذلك قليل إلا أنه جائز كأنه نسبه إلى اسمه، وهذا في النعوت موجود، فأما في الأسماء الأعلام فقليل، ولا يمتنع في القياس أن يقال هذا الفرزدقيُّ


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤١١ب٩]. وردد التبريزي نفس التعليق، قال:
((يجوز أن يجمع الشيء ويضاف إلى ما حوله، كما يقال: ركبت أصلاب الناقة؛ لأنه يجعل كل فقارةٍ صلبا؛ أولأنه يضيف إلى الصلب ما دنا منه، قال المُثقِّب:
يُصيخُ لِلنَّبأَةِ أَسماعَهُ ... إِصاخَةَ النّاشِدِ لِلمُنشِدِ [بحر السريع])) [٢/ ١٦٢ب٦]
(٢) حاشية الصبان: ٤/ ٢٤٩
(٣) شرح ابن عقيل: ٢٨٣

<<  <   >  >>