للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معينة يكون بسبب الاتفاق الذي وقع في اللغة حول هذه البنية. فقد توجد أكثر من بنية يمكن أن تكون مقبولة، ولكن اللغة قبلت بعضها ولم تقبل الأخرى (١).

قال التبريزي: ((وليس في كلام العرب مثل ((دَمَقْس)) في الرباعي (...) [و] تركهم أن يبنوا مثل دمقس إنما هو اتفاق وقع في اللغة، لا أن اجتنابهم ذلك لعلة)) (٢).

ـ وقال: ((فِعُّل بكسر الفاء وضم العين مثال لم ينطق به)) (٣).

ويؤكد ما ذهبنا إليه تلك المناظرة التي أوردها السيوطي في كتابه الأشباه والنظائر بين ابن ولاد وبين ابن النحاس وفيها ((قال ابن النحاس لأبي العباس: كيف تبني مثال افعلوت من رميت، فقال له أبو العباس: ارمييت، فخطأه أبو جعفر وقال: ليس في كلام العرب افعلوت ولا افعليت؛ فقال أبو العباس: إنما سألتني أن أمثل لك بناء ففعلت)) (٤).

- هذه الأبنية المستقرة والمعلومة والمحددة عند اللغويين كانت بمثابة ((المعيار والقرينة)) الذين يعرف بهما ما يوافق الأسماءَ العربية من الأسماء الأعجمية (٥).

ـ قال عند قول أبي تمام:


(١) وهناك بنى موجودة ولكنها غير مستعملة، جاء في المزهر: ((يُفْعُول قال سيبويه: وليس في الكلام يُفْعول فأما قولهم يُسروع فإنهم ضموا الياء لضمة الراء كما قالوا: الأسود بن يُعفُر فضموا الياء لضمة الفاء. قال ابن قتيبة: ويقوي هذا أنه ليس في كلام العرب يُفْعُل))، المزهر للسيوطي، ٢/ ٥٠.
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٦١ ـ ٦٣].
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٤٢٢ب٥].
(٤) الأشباه والنظائر، ٣/ ١٦٢، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.
(٥) تلك الأبنية المستقرة هي التي سماها ابن سنان الخفاجي في كتابه: سر الفصاحة ((العرف العربي الصحيح))، فمن شروط الفصاحة في اللفظة عنده ((أن تكون الكلمة جارية على العرف العربي الصحيح غير شاذة ويدخل في هذا القسم كل ما ينكره أهل اللغة ويرده علماء النحو من التصرف الفاسد في الكلمة))، ينظر: سر الفصاحة، لأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي، دار الكتب العلمية، ط ١ ١٤٠٢هـ

<<  <   >  >>