للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ قال: ((وليس في كلام العرب مثل دَمَقْس في الرباعي، وهواسم أعجمي، والقياس إذا نطقت به العرب أن يكسر أوله؛ ليخرجوه إلى بناء هو لهم، مثل قولهم: أرض دِمَثْرة؛ أي: سهلة، وناقة دِرَفْسة؛ أي: ضخمة شديدة)) (١).

ـ وقال: ((وبعض النحويين يحكي أن من العرب من يقول: حَضْرَمُوت؛ ليجعلوا بناءه كبناء عَضْرفُوت وحذرفُوت)) (٢).

- هذه الأبنية التي ترسخت وثبتت عند اللغويين تولدت عنها قوانين وقواعد تظلل تلك الأبنية، وتوجب أن تكون كل الكلمات المشتقة ـ إذا رغبنا في اشتقاقات جديدة ـ تحت طوع هذه القواعد، وفي دائرتها ولا تخرج عليها.

ـ قال: ((ويَرَمْرَم (٣) (...) إذا حمل هذا الاسم علي موجب الاشتقاق فهو من اليَرَم بُني على فَعَلْعَل)) (٤).

ـ وقال التبريزي عند قول أبي تمام:

لَم يُسَوَّد وَجهُ الوِصالِ بِوَسمٍ ال ... حُبِّ حَتّى تَكَشخَنَ العُشّاقُ [بحر الخفيف]

((.. ((تَكَشخَنَ)) كلمة عامية لا تعرفها العرب، وإذا حُمِلَت على القياس فالصواب: تَكشَّخَ؛ لأنك إذا بنيتَ ((تَفَعَّل)) من سَكْران فالوجهُ أن تقولَ: تَسَكَّرَ، وأما مثل تسكرن من السكران وتَعطَّشن من العطشان فمعدوم قليل، وهذا الكلام على أن تفتح الكاف من الكَشْخان، فإن كانت مكسورة قوي ثبات النون في الفعل؛ لأن فِعْلان يحكم على نونه بالزيادة إذ كان فَعْلال قليلا في الكلام، وليس فِعْلال كذلك)) (٥).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٦١ ـ ٦٢].
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٥٣ب٢٢].وينظر أيضا: ٣/ ٣١٩ب١٩
(٣) اسم جبل.
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ١١٧ب٢١].
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ب٦]، وحكم التبريزي على كلمة
((تكشخن)) بأنها عامية أمر فيه نظر للأسباب الآتية:
١ـ أنى لأبي تمام أن يستخدم لفظة عامية، وهو فحل من فحول اللغة.
٢ـ يمكن لكلمات من الفصحى أن تدخل العامية؛ فيُعتقد بعاميتها وهي ليست كذلك، مثل:
((خش، نش، دبق، زنق، حاش، شاف، عشم، ساب، نشف)) [ينظر: أضواء على لغتنا السمحة، ص١٨ وما بعدها].
٣ـ وجود ألفاظ مشابهة في الفصحى، مثل: عكنن، وشعنن [ينظر: أضواء على لغتنا السمحة، ص ٨٦] وقياسا عليها نقول: ((كشخن))، وكما قال ابن جني: ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب، ولكن يبدو أن التبريزي متأثر بمذهب الكوفيين في تفضيل السماع
وعلى الرغم من هذا فإن لجوء التبريزي إلى اللغة العامية لتفسير نص شعري عند أبي تمام أمر يشي بأهمية هذه اللغة أو هذا المستوي اللغوي في الدراسة اللغوية، وقد حاول د. تمام حسان أن يدرس التنغيم في العامية حتى يصل إلى أسس يستطيع بها أن يدرس الفصحى، فقال: إن التنغيم في اللغة العربية الفصحى غير مسجل ولا مدروس وبالتالي تخضع دراستنا له في الوقت الحاضر لضرورة الاعتماد على العادات النطقية في اللهجات العامية. اللغة العربية مبناها ومعناها، ص ٢٨٨، وينطر أيضا: د. حلمي خليل: الكلمة، ص ٤٧
وينظر موضع مهم يتحدث فيه التبريزي عن كلمة: ألك، ٢/ ٤٥٩ب٧

<<  <   >  >>